للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى صلاتنا وقراءتنا فى كنائسنا، ولا نخرج صليبنا ولا كتابنا، ولا نخرج باعوثا ولا سعانين (١)، ولا نرفع أصواتنا بموتانا، ولا نظهر النيران معهم فى أسواق المسلمين، ولا نجاورهم بالحنازير، ولا نبيع الخمور، ولا نظهر شركا فى نادى المسلمين، ولا نرغّب مسلما فى ديننا، ولا ندعو إليه أحدا، وعلى أن لا نتخذ شيئا من الرّقيق الذين جرت عليهم سهام المسلمين، ولا نمنع أحدا من قرابتنا إن أرادوا الدخول فى الإسلام، وأن نلزم ديننا حيثما كنا، ولا نتشبّه بالمسلمين فى لبس قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين، ولا فرق شعر، ولا فى مراكبهم، ولا نتكلم بكلامهم، ولا نتسمّى بأسمائهم، وأن نجزّ مقادم رءوسنا، ونفرق نواصينا، ونشدّ الزّنانير (٢) على أوساطنا، وأن لا ننقش فى خواتيمنا بالعربية، ولا نركب السّروج، ولا نتخذ شيئا من السلاح، ولا نجعله فى بيوتنا، ولا نتقلّد السيوف، وأن نوقّر المسلمين فى مجالسهم، ونرشدهم الطريق، ونقوم لهم من المجالس إذا أرادوها، ولا نطّلع عليهم فى منازلهم، ولا نعلّم أولادنا القرآن، ولا نشارك أحدا من المسلمين إلا أن يكون للمسلم أمر التجارة، وأن نضيف كل مسلم عابر سبيل من أوسط ما نجد، ونطعمه فيها ثلاثة أيام، وعلينا أن لا نشتم مسلما، ومن ضرب مسلما فقد خلع عهده.

ضمنّا ذلك لك على أنفسنا وذراريّنا وأرواحنا ومساكننا، وإن نحن غيّرنا أو خالفنا عما اشترطنا لك وقبلنا الأمان عليه، فلا ذمّة لنا، وقد حلّ لك منا ما حلّ من أهل المعاندة والشقاق، على ذلك أعطينا الأمان لأنفسنا وأهل ملّتنا، فأقرّونا فى بلادكم التى ورّثكم الله إياها.

شهد الله على ما شرطنا لكم على أنفسنا، وكفى بالله شهيدا».

(تهذيب تاريخ ابن عساكر ١: ١٤٩)


(١) الباعوث عند النصارى كالاستسقاء عندنا، وهو اسم سريانى، والسعانين: عيد لهم قبل عيدهم الكبير بأسبوع وهو سريانى أيضا.
(٢) الزنانير جمع زنار كرمان: وهو ما يشد على وسط النصارى والمجوس.

<<  <  ج: ص:  >  >>