للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووقع إلى رجل غصب رجلا على ضيعة وكان غائبا فاستغلّها سنين، وقدم الرجل فطالبه فقال: الضيعة لى وفى يدى، فوقع إليه أحمد بن يوسف:

«الحق لا تخلق (١) جدّته، وإن تطاولت بالباطل مدته، فإن أنطقت حجتك بإفصاح، وأزلت مشكلها بإيضاح- غير «لى وفى يدى» فكثيرا ما أراها ذريعة الغاصب، وحجة المغالب- وفّر حقك عليك، وسيق بلا كدّ إليك، وإن ركنت من البيان إليها، ووقفت من الاحتجاج عليها، كانت حجّته بالبينة أعلى، وكان بما يدّعيه أولى، إن شاء الله».

*** ومن توقيعاته:

«ما عند هذا فائدة ولا عائدة (٢)، ولا له عقل أصيل، ولا فعل جميل».

*** ووقع إلى عامل قد أخّر حمل مال:

«قد استبطأك الإغفال، وأبطرك الإهمال، فما تصحب قولك فعلا، ولا تتبع وعدك إنجازا، وقد دافعت بمال نجم (٣) لزمك حمله، حتى وجب عليك مثله، فاحمل مال ثلاثة أنجم، ليكون ما يتعجّل منك أداء ما أخّر عنك إن شاء الله».

*** ووقع إلى رجل استماحه:

«وددت لو ملكت بغيتك، لبلّغتك أمنيّتك، ولكنى فى عمل قصدت فيه


(١) خلق الثوب كنصر وكرم وسمع: بلى.
(٢) العائد: المنفعة والمعروف.
(٣) النجم والقسط: الحصة، وكانت العرب تؤقت بطلوع النجوم، لأنهم ما كانوا يعرفون الحساب، وإنما يحفظون أوقات السنة بالأنواء، وكانوا يسمون الوقت الذى يحل فيه الأداء نجما تجوزا لأن الأداء لا يعرف إلا بالنجم، ثم توسعوا حتى سموا ما يؤدى نجما لوقوعه فى الأصل فى الوقت الذى يطلع فيه النجم، واشتقوا منه فقالوا: نجمت الدين تنجيما إذا جعلته نجوما.

<<  <  ج: ص:  >  >>