للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اشتكت الرّحم إلى الله عز وجل ممن يقطعها، فردّ الله عليها: أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك! ».

إذا غضبت من شىء من أمر الله، فاذكر ثواب الله على كظم الغيظ، قال عزّ وجل: «وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ، وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ».

وبلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما امتلأ رجل غيظا، فكظمه لله، إلا ملأه الله رضوانا يوم القيامة».

إذا وعدت موعدا فى طاعة الله فلا تخلفه، وإذا قلت قولا فيه رضا الله فأوف به ودم عليه، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من تكفّل لى بستّ أتكفّل له بالجنة: إذا حدّث لم يكذب، وإذا وعد لم يخلف، وإذا اؤتمن لم يخن، وغضّ يصره، وحفظ فرجه، وكفّ يده».

إذا حلفت على يمين ليست من طاعة الله فلا تهمّنّ بها وكفّرها، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا نذر فى معصية الله» وكفارتها كفارة يمين، والنذر يمين، وإذا حلفت على يمين ثم رأيت غيرها خيرا منها، فأت الذى هو خير وكفّر عن يمينك، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال ذلك. إياك والتزيّد فى القول، وأن تقول قولا وأنت تعلم أنه لم يكن، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: الإمام الكذاب، والعائل المزهوّ (١)، والشيخ الزانى».

برّ (٢) والديك وخصّهما منك بالدعاء فى كل صلاة، وأكثر لهما الاستغفار، وابدأ بنفسك قبلهما، فإن إبراهيم عليه السلام قال: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ» فبدأ بنفسه قبل والديه، وبلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من سرّه أن


(١) العائل: الفقير، عال يعيل عيلا وعيلة: افتقر، والمزهو: المتكبر، من الزهو: وهو الكبر والتيه والفخر، وقد زهى كعنى، وكدعا قليلة.
(٢) فعله كعلم وضرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>