للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذوى الإنصاف من أهل التقوى، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال «خياركم شبانكم المتشبّهون بشيوخكم، وشراركم شيوخكم المتشبّهون بشبانكم». لا تحتكر (١) أحدا، ولا تجالس مأبونا (٢)، فإن الوحدة خير من جليس السوء.

عليك بمعالى الأخلاق وكريمها، واتق رذائلها وما سفسف منها، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله يحب معالى الأخلاق، ويكره سفسافها (٣)».

إذا رأيت من فضلت عليه فى دينك ودنياك فأكثر حمد الله عليه، فإن ذلك من الشكر، بلغنى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «ما أنعم الله على عبد بنعمة فقال الحمد لله، إلا كان ذلك أعظم من تلك النعمة وإن عظمت».

لا تركب الميثرة (٤) الحمراء، ولا تلبس المعصفر، فإنه بلغنى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن ذلك. إذا غضبت وأنت قائم فاقعد، وإن كنت قاعدا فاضطجع، بلغنى ذلك عن النبى صلى الله عليه وسلم. لا تتطيرنّ من شىء تراه أو تسمعه، وإذا كان من ذلك شىء فقل: اللهم لا يأتى بالخير إلا أنت، ولا يدفع السوء إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله، بلغنى أنّ النبى صلى الله عليه وسلم كان يأمر بذلك لمن رأى من ذلك شيئا. لا تتوضأ بشىء مما تأكل من الطعام، ولا تدلك به فى الحمام، فإن ذلك من الجفاء، لا تتخلّقنّ بالخلوق (٥) إلا أن يكون فى إثر النّورة (٦) ليذهب ريحها، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بينما رجل فى بردتين له متخلّق


(١) الحكر بالفتح: سوء المعاشرة، وفعله كضرب، يقال: فلان يحكر فلانا إذا أدخل عليه مشقة ومضرة فى معاشرته ومعايشته.
(٢) أى متهما بشر.
(٣) سفساف الأخلاق: رديئها.
(٤) الميثرة: مركب من مراكب الأعاجم من ديباج أو حرير، وثوب معصفر: مصبوغ بالعصفر
(٥) الخلوق: ضرب من الطيب، وتخلق: تطيب.
(٦) النورة: حجر الكلس ثم غلبت على أخلاط تضلف إلى الكلس من زرنيخ وغيره وتستعمل لإرالة الشعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>