للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا تنزل حتى توضع عن عواتق الرجال، بلغنى ذلك عن بعض الصحابة. لا تنفخ فى الطعام والشراب فإنه جفاء، قاله بعض العلماء.

ارفع يدك فى عشرة مواطن: إذا دعوت عند افتتاح الصلاة والعيدين والقنوت والتكبير وعند استلام الحجر وعرفة وجمع (١) والصّفا والمروة والجمار، روى ذلك عن ابن عباس، وعند افتتاح الصلاة والقنوط والعيدين ترفعهما حتى تحاذى إبهامك أذنك، وتبسطهما عند صدرك فى باقى ذلك. لا تلعب بالنّرد، لعن النبى صلى الله عليه وسلم اللاعب به وقال: «إياكم وإياه». لا تمضغ العلك (٢)، ولا تحلل إزارك، ولا تجرّد ولا تحذف (٣). قال النبى صلى الله عليه وسلم «إنها من أخلاق قوم لوط».

اجمع الصّوّام عند فطرك على طعامك، قال صلى الله عليه وسلم: «من فطّر صائما كان له مثل أجره، ولا ينقص من أجر الصائم شىء».

واعلم- رحمك الله- أن الله تعالى خصّك من موعظتى بما نصحتك، وأنهيت إليك منه ما أرجو أن يكون سعادة لك وسببا إلى الجنة، فليكن منك فيما كتبت إليك من القيام بأمر الله تعالى واتباع ما هو أهله ما ترجو به القربة عند الله تعالى، ولا يكن ذلك مما تظلف (٤) عنه نفسك، وتعاهدها بالأخذ والتأديب عليه إن شاء الله حتى توقفها على الذى لا ينبغى لك التقصير بها عنه إن شاء الله تعالى، والله الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب».

«رسالة مطبوعة بالمطبعة الأميرية سنة ١٣١١ هـ، ومنها نسخة محفوظة فى دار الكتب المصرية رقم ١٣٠١ تصوف وأخلاق (٥)».


(١) جمع: المزدلفة.
(٢) العلك: ضرب من صمغ الشجر كاللبان يمضغ.
(٣) حذف فى مشيته حرك جنبه وعجزه أو تدانى خطوه.
(٤) ظلف نفسه عنه كضرب: كفها.
(٥) وقد طبعت حديثا بمطبعة مصطفى البابى الحلبى وأولاده بمصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>