للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأمير المؤمنين نبؤها، وو الله لو كانت خيانتك حلالا ما خنتك، وقد ائتمنتنى، فإن لنا أحسابا إذا رجعنا إليها أغنتنا عن خيانتك، وذكرت أن عندك من المهاجرين الأولين من هو خير منى، فإذا كان ذاك فو الله ما دققت لك يا أمير المؤمنين بابا، ولا فتحت لك قفلا».

فكتب إليه عمر:

«أما بعد، فإنى لست من تسطيرك الكتاب وتشقيقك (١) الكلام فى شئ، ولكنكم معشر الأمراء قعدتم على عيون المال، ولن تعدموا عذرا، وإنما تأكلون النار، وتتعجّلون العار، وقد وجّهت إليك محمد بن مسلمة، فسلّم إليه شطر مالك».

(شرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٥٨)

رواية رابعة

وفى رواية رابعة أن عمر كتب إلى عمرو:

«أما بعد، فقد بلغنى أنه قد ظهر لك مال من إبل وغنم وخدم وغلمان، ولم يكن لك قبله مال، ولا ذلك من رزقك، فأنّى لك هذا؟ ولقد كان لى من السابقين الأولين من هو خير منك، ولكنى استعملتك لغنائك، فإذا كان عملك لك وعلينا (٢) فبم نؤثرك على أنفسنا؟ فاكتب إلىّ: من أين مالك؟ وعجّل، والسلام».

فكتب إليه عمرو بن العاص:

«قرأت كتاب أمير المؤمنين، ولقد صدق، فأمّا ما ذكره من مالى فإنى قدمت بلدة الأسعار فيها رخيصة، والغزو فيها كثير، فجعلت فضول ما حصل لى من ذلك فيما ذكره أمير المؤمنين، والله يا أمير المؤمنين لو كانت خيانتك لنا حلالا ما خنّاك حيث ائتمنتنا، فأقصر عنا عناك، فإن لنا أحسابا إذا رجعنا إليها أغنتنا عن العمل لك،


(١) شقق الكلام: أخرجه أحسن مخرج.
(٢) أى لك غنمه وعلينا جرمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>