للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكبير (١)، ويغذى الصغير، ولو أنّ الإبل كلّفت الطّحن لطحنت، ولن يهلك امرؤ عرف قدره، والعدم (٢) عدم العقل لا عدم المال، ولرجل خير من ألف رجل، ومن عتب على الدهر طالت معتبته، ومن رضى بالقسم (٣) طابت معيشته، وآفة الرأى الهوى، والعادة أملك (٤)، والحاجة مع المحبة خير من البغض مع الغنى، والدنيا دول:

فما كان لك أتاك على ضعفك، وما كان عليك لم تدفعه بقوتك، والحسد داء ليس له دواء، والشماتة تعقب، ومن ير يوما ير به. قبل الرّماء تملأ الكنائن (٥). الندامة مع السفاهة. دعامة العقل الحلم. خير الأمور مغبّة الصبر. بقاء المودّة عدل (٦) التعاهد.

من يزر غبّا يزدد حبّا. التغرير مفتاح البؤس. من الثوانى والعجز نتجت (٧) الهلكة. لكل شئ ضراوة (٨)، فضرّ لسانك بالخير. عىّ الصّمت أحسن من عىّ المنطق. الحزم حفظ ما كلّفت وترك ما كفيت. كثير التّنصّح يهجم على كثير الظّنّة (٩). من ألحف (١٠) فى المسألة ثقل. من سأل فوق قدره استحق الحرمان.

الرّفق يمن، والخرق شؤم. خير السّخاء ما وافق الحاجة. خير العفو ما كان بعد القدرة».

(مجمع الأمثال للميدانى ج ٢: ص: ٨٧)


(١) التحفة: البر واللطف (بالتحريك) والطرفة (بالضم) وقد أتحفته تحفة.
(٢) العدم بالضم وبضمتين وبالتحريك: الفقدان، وغلب على فقدان المال.
(٣) القسم: القدر.
(٤) وفى رواية: «العادة أملك من الأدب».
(٥) الرماء مصدر رامى كالمراماة. والكنائن جمع كنانة (بالكسر)، وهى جعبة (بالفتح) السهام، وهو مثل معناه: تؤخذ للأمر أهبته قبل وقوعه. ومثله قولهم: «قبل الرمى يراش السهم» أى يوضع له الريش.
(٦) العدل: الاستقامة. أى بقاء المودة فى استقامة التعاهد والحرص على سلامة شروطه.
(٧) ويروى «نتجت الفاقة».
(٨) يقال: ضرى الكلب بالصيد كفرح ضراوة: أى تعود، وكلب ضار. وأضراه صاحبه: عوده. وأضراه به: أغراه. وضراه أيضا تضرية.
(٩) أى التهمة.
(١٠) ألح.

<<  <  ج: ص:  >  >>