(٢) هو أبو موسى الأشعرى، وكان عاملا على البصرة لما قتل عمر، فأقره عثمان عليها، وظل عامل عثمان على البصرة ست سنين، ثم عزله عنها سنة ٢٩ وولاها عبد الله بن عامر- وهو ابن خال عثمان- فسار أبو موسى من البصرة إلى الكوفة فلم يزل بها حتى أخرج أهل الكوفة سعيد بن العاص وطلبوا من عثمان أن يستعمل أبا موسى عليهم فاستعمله سنة ٣٤، فلم يزل على الكوفة حتى قتل عثمان فعزله على عنها- انظر تاريخ الطبرى ٥: ٥٤ وأسد الغابة ٣: ٢٤٦ - . (٣) إن كان المراد بهذا القول وهو «اردد عمرا» تثبيته فى ولايته، فألأمر ظاهر، إذ قد أقره عثمان وعلى ولاية مصر أربع سنين أو نحوها ثم عزله كما قدمنا، وإن كان المراد به رده بعد عزله، فلا يعرف فى التاريخ أن عثمان رد عمرا إلى ولاية مصر- ولا إلى غيرها- بل الثابت أنه لما عزله عن مصر قدم المدينة وجعل يطعن على عثمان، فلما حصر عثمان الحصر الأول خرج عمرو من المدينة إلى أرض له بفلسطين فنزل بها وكان يقول: والله إن كنت لألقى الراعى، فأحرضه عليه- كما سيأتى- فقول عثمان فى تلك الرسالة «فكل ذلك فعلت» لم يتحقق بالنسبة لعمرو بن العاص، ولعله كان قد أزمع أن يرده إلى مصر تهدئة لثورة الثائرين عليه، ثم حالت الظروف دون تنفيذ ذلك، أو لعله يقصد الحادث الآتى: روى أنه لما عزل عمرو عن مصر وولى عبد الله بن سعد، نزلت الروم بالإسكندرية، فسأل أهل مصر عثمان أن يقر عمرا حتى يفرغ من قتال الروم، فإن له معرفة بالحروب وهيبة فى قلب العدو ففعل، وخرج عليهم عمرو فى البر والبحر، فلما انهزم الروم أراد عثمان عمرا أن يكون على الحرب وعبد الله بن سعد على الخراج، فقال عمرو: أنا إذن كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها، وأبى ذلك- انظر حسن المحاضرة ١: ٦٩ - . (٤) معناه: لم يمكنونى من الصلاة.