(٢) ورى الطبرى قال: «أشرف عليهم عثمان رضى الله عنه ذات يوم، فقال: أنشدكم بالله هل علمتم أنى اشتريت رومة من مالى يستعذب بها (ورومة بالضم: بئر بالمدينة) فجعلت رشائى منها كرشاء رجل من المسلمين؟ قيل: نعم، قال: فما يمنعنى أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر؟ قال: أنشدكم الله هل علمتم أنى اشتريت كذا وكذا من الأرض فزدته فى المسجد؟ قيل: نعم، قال: فهل علمتم أحدا من الناس منع أن يصلى فيه قبلى؟ قال: أنشدكم الله هل سمعتم نبى الله صلى الله عليه وسلم يذكر كذا وكذا، أشياء فى شأنه ... الخ» - ج ٥: ص ١٢٥. وروى ابن الأثير فى أسد الغابة (ج ٣. ص ٣٨٠) قال: «أشرف عثمان من القصر وهو محصور فقال: أنشد بالله، من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حراء إذ اهتز الجبل فركله برجله، ثم قال: اسكن حراء، ليس عليك إلا نبى أو صديق أو شهيد، وأنا معه، فانتشد له رجال، ثم قال: أنشد بالله، من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بيعة الرضوان، إذ بعثنى إلى المشركين إلى أهل مكة، قال: هذه يدى وهذه يد عثمان، فبايع لى؟ فانتشد له رجال، قال: أنشد الله، من شهد رسول الله قال: من يوسع هذا البيت فى المسجد ببيت له فى الجنة؟ فابتعته من مالى فوسعت به فى المسجد، فانتشد له رجال، ثم قال: وأنشد بالله، من شهد رسول الله يوم جيش العسرة قال: من ينفق اليوم نفقة متقبلة؟ فجهزت نصف الجيش من مالى، فانتشد له رجال، قال: وأنشد بالله، من شهد رومة يباع ماؤها من ابن السبيل، فابتعتها من مالى فأبحتها ابن السبيل؟ فانتشد له رجال». (٣) أى تفرقوا.