للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن نال ما يرجو بنا كان ملكنا ... هنيئا له، والحرب قاصمة الظهر (١)

فلا تبغين حرب العراق، فإنها ... تحرّم أطهار النساء من الذّعر

وإنّ عليّا خير من وطئ الثّرى ... من الهاشمّيين المداريك للوتر (٢)

له فى رقاب الناس عهد وذمّة ... كعهد أبى حفص وعهد أبى بكر

فبايع ولا ترجع على العقب كافرا ... أعيذك بالله العزيز من الكفر

ولا تسمعن قول الطّغاة، فإنهم ... يريدون أن يلقوك فى لجّة البحر

وماذا عليهم أن تطاعن دونهم ... عليّا بأطراف المثقّفة السّمر؟ (٣)

فإن غلبوا كانوا علينا أئمة ... وكنّا بحمد الله من ولد الطّهر

وإن غلبوا لم يصل بالخطب غيرنا ... وكان علىّ حربنا آخر الدهر (٤)

يهون على عليا لؤىّ بن غالب ... دماء بنى قحطان فى ملكهم تجرى

فدع عنك عثمان بن عفّان، إنما ... لك الخير لا تدرى بأنك لا تدرى

على أى حال كان مصرع جنبه ... فلا تسمعن قول الأعيّر أو عمرو (٥)

فلما قدم شرحبيل على معاوية أمر الناس أن يتلقّوه ويعظّموه، حتى دخل عليه فتكلم معاوية، فقال: يا شرحبيل، إن جرير بن عبد الله قدم علينا بدعونا إلى بيعة على، وعلىّ خير الناس لولا أنه قتل عثمان بن عفان، وقد حبست نفسى عليك، وإنما أنا رجل من أهل الشأم أرضى ما رضوا وأكره ما كرهوا، فقال شرحبيل:

أخرج فأنظر، فلقيه هؤلاء النّفر، فكلهم أخبره أن عليا قتل عثمان، حتى ملئوا صدره حقدا وإحنّة على علىّ فرجع مغضبا إلى معاوية، فقال: يا معاوية أبى الناس إلا أن عليا


(١) قصمه: كسره.
(٢) مداريك جمع مدراك.
(٣) ثقف الرمح: سواه، والأسمر: الرمح.
(٤) يقال: فلان حرب فلان: أى محاربه، وفلان حرب لى: أى عدو محارب، وإن لم يكن محاربا.
والمعنى: وكان على عدوا محاربا لنا إلى آخر الدهر، وفى الأصل «وكنا حربنا على آخر الدهر» ولا يستقيم عليه الوزن.
(٥) الأعير: مصغر الأعور، يعنى أبا الأعور عمرو بن سفيان السلمى وهو أحد خاصة معاوية وثقاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>