للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلّا لصاحبه مبغضا ... يرى كلّ ما كان من ذاك دينا

إذا ما رمونا رميناهم ... ودنّاهم مثل ما يقرضونا (١)

فقالوا: علىّ إمام لنا ... فقلنا: رضينا ابن هند رضينا (٢)

وقالوا: نرى أن تدينوا له ... فقلنا: ألا لا نرى أن ندبنا (٣)

ومن دون ذلك خرط القتاد ... وضرب وطعن يفضّ الشّئونا (٤)

وكلّ يسرّ بما عنده ... يرى غثّ ما فى يديه سمينا (٥)

وما فى علىّ لمستعتب ... مقال سوى ضمّه المحدثينا (٦)

وإيثاره اليوم أهل الذنوب ... ورفع القصاص عن القاتلينا (٧)

إذا سيل عنه حذا شبهة ... وعمّى الجواب على السائلينا (٨)

فليس براض ولا ساخط ... ولا فى النّهاة ولا الآمرينا

ولا هو ساء ولا سرّه ... ولا بدّ من بعض ذا أن يكونا

(العقد الفريد ٢: ٢٢٣، والكامل للمبرد ١: ١٥٥، والإمامة والسياسة ١: ٧٧، وشرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٢٥٢ وص ١٥٨)


(١) دانه (وأدانه) أقرضه، ودانه أيضا دينا بالفتح ويكسر: جزاه، قال تعالى:
«مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» أى يوم الجزاء والحساب.
(٢) ابن هند: هو معاوية بن أبى سفيان، وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف
(٣) دان له: خضع وأطاع ودخل فى دينه (بالكسر) أى فى طاعته.
(٤) القتاد: شجر صلب له شوك أمثال الإبر، والخرط: قشر الورق عن الشجرة اجتذابا بكفك.
وهو مثل يضرب للأمر دونه مانع، يفض: أى يكسر ويفرق. والشئون جمع شأن، وهى مواصل قبائل الرأس وملتقاها. وذلك أن للرأس أربع قبائل: أى قطع مشعوب بعضها إلى بعض، فالشئون هى الشعب التى تجمع بين تلك القبائل، وقالوا إن مجارى الدموع منها، ولذا أطلقوا الشئون على مجارى الدمع من الرأس إلى العين. فقالوا: استهلت شئونه. ومنه قول أوس بن حجر:
لا تحزنينى بالفراق فإننى ... لا تستهل من الفراق شئونى
وفى رواية «وضرب وطعن يقر العيونا» يقال: قرت عينه أى بردت «من القر وهو البرد وهو خلاف قولهم سخنت عينه» أو رأت ما كانت متشوفة إليه.
(٥) الغث: المهزول.
(٦) استعتبه: طلب إليه العتبى (بالضم) أى الرضا، والمحدث الجانى
(٧) آثره: فضله وقدمه.
(٨) سيل مبنى للمجهول من سال يسال كخاف يخاف لغة فى سأل، وحذا: قدر، والمعنى ذكر، أو هو «حدا» أى ساق.

<<  <  ج: ص:  >  >>