للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واسعوا جميعا بنى الأحزاب كلّكم ... لسنا نريد رضاكم آخر الأبد

نحن الذين ضربنا الناس كلّهم ... حتى استقاموا وكانوا بيّنى الأود

والعام قصرك منّا إن ثبتّ لنا ... ضرب يزيّل بين الرّوح والجسد (١)

أمّا علىّ فإنا لا نفارقه ... ما رفّت الآل فى الدّوّيّة الجرد (٢)

إمّا تبدّلت منا بعد نصرتنا ... دين الرسول أناسا ساكنى الجند

لا يعرفون (أضلّ الله سعيهم) ... إلّا اتّباعكم يا راعى النّقد

فقد بغى الحقّ هضما شرّ ذى كلع ... واليحصبيّون طرّا بيضة البلد (٣)

فلما أتى معاوية كتاب أبى أيوب كسره.

(شرح ابن أبى الحديد م ٢: ص ٢٨١)

*** وروى ابن قتيبة فى الإمامة والسياسة قال:

وكتب معاوية إلى أبى أيوب الأنصارى- وكان أشد الأنصار على معاوية-:

«أما بعد: فإنى نسيتك ما لا تنسى الشّيباء».


(١) يزيل يفرق.
(٢) الآل: السراب، أو خاص بما فى أول النهار. ويؤنث، ورف لونه كضرب: برق وتلألأ وفى الأصل «ما رفرف الآل» من رفرف الطائر إذا حرك جناحيه، والمعنى عليه صحيح على المجاز، والاظهر عندى أنه (ما رفت الآل) كما أوردته. والدو والدوية والداوية ويخفف الفلاة. والجرد:
فضاء لا نبت فيه.
(٣) طرا جميعا، وجاء فى أمثال العرب «هو أذل من بيضة البلد» وهى بيضة تتركها النعامة فى الفلاة فلا تخضنها، فتبقى تريكة بالفلاة، وهى من الأضداد تستعمل مدحا وذما، يقولون للرجل الكريم هو بيضة البلد، يمدحونه، ويقولون للآخر: هو بيضة البلد، يذمونه، فإذا ذم بها فهى التى قد خرج الفرخ منها ورمى بها الظليم، فتقع فى البلد الفقر فيدوسها الناس والإبل، ومن ذلك قول الراعى يهجو ابن الرقاع العاملى:
لو كنت من أحد يهجى هجوتكم ... يابن الرقاع ولكن لست من أحد
تأبى قضاعة أن تعرف لكم نسبا ... وابنا نزار فأنتم بيضة البلد
(وأن تعرف بالجزم على لغة من يجزم بأن المصدرية) وإذا مدح بها فهى التى فيها الفرخ، لأن الظليم حينئذ يصونها ويوقيها الأذى. والمعنى على المدح أن ذلك الرجل هو واحد البلد الذى يجتمع إليه، ويقبل قوله، أو هو فرد ليس أحد مثله فى شرفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>