للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلام عليكم فإنى أحمد إليكم الله الذى لا إله إلا هو، وأصلى على رسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد: فإن الله عزّ وجل بحسن صنعه وتقديره وتدبيره اختار الإسلام دينا لنفسه وملائكته ورسله، وبعث به الرّسل عليهم السلام إلى عباده، وخصّ به من انتخب من حلقه، فكان مما أكرم الله عز وجل به هذه الأمة، وخصّهم به من الفضيلة، أن بعث إليهم محمدا صلى الله عليه وسلم، فعلّمهم الكتاب والحكمة والفرائض والسّنّة لكيما يهتدوا، وجمعهم لكيما لا يتفرقوا، وزكّاهم لكيما يتطهّروا، ورفّهم (١) لكيما لا يجوروا، فلما قضى من ذلك ما عليه، قبضه الله عز وجل، صلوات الله عليه ورحمته وبركاته.

ثم إن المسلمين من بعده استخلفوا به أميرين صالحين، عملا بالكتاب والسنة، وأحسنا السيرة، ولم يعدوا السّنّة، ثم توفّاهما الله عز وجل رضى الله عنهما، ثم ولى بعدهما وال، فأحدث أحداثا، فوجدت الأمة عليه مقالا فقالوا، ثم نقموا عليه فغيّروا، ثم جاءونى فبايعونى، فأستهدى الله عز وجل بالهدى: وأستعينه على التقوى.

ألا وإنّ لكم علينا العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والقيام عليكم بحقه، والتنفيذ لسنّته، والنّصح لكم بالغيب، والله المستعان، وحسبنا الله، ونعم الوكيل.

وقد بعثت إليكم قيس بن سعد بن عبادة أميرا، فوازروه (٢) وكانفوه وأعينوه على الحق، وقد أمرته بالإحسان إلى محسنكم، والشّدة على مريبكم، والرّفق بعوامّكم وخواصّكم، وهو ممن أرضى هديه، وأرجو صلاحه ونصيحته، أسأل الله عز وجل لنا ولكم عملا زاكيا (٣)، وثوابا جزيلا، ورحمة واسعة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».


(١) رفه: أحسن إليه.
(٢) وازره وكانفه: عاونه.
(٣) زاكيا: أى صالحا، وفى النجوم الزاهرة «عملا صالحا».

<<  <  ج: ص:  >  >>