للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا خلاط ولا وراط (١) ولا شناق (٢) ولا شغار (٣)، ومن أجبى فقد أربى (٤)، وكل مسكر حرام».

(صبح الأعشى ٢: ٢٤٦، ٦: ٣٧١. والعقد الفريد، ١: ١١٢، والبيان والتبيين ٢: ١٣)

رواية أخرى

وفى رواية أخرى أن كتابه لهم:

«إلى الأقيال العباهلة، والأرواع المشابيب (٥)، فى التّيعة شاة، لا مقورّة الألياط ولا ضناك (٦)، وأنطوا الثّبجة (٧)، وفى السّيوب الخمس، ومن زنى مم بكر (٨)


(١) الخلاط: مصدر خالط كالمخالطة، والمراد أن يخلط الرجل إبله بإبل غيره أو بقره أو غنمه ليمنع حق الله تعالى منها، ويبخس المصدق (بتشديد الدال المكسورة: آخذ الصدقات) فيما يجب له والوراط: أن تجعل الغنم فى وهدة من الأرض لتخفى على المصدق، مأخوذ من الورطة (كوردة) وهى الهوة من الأرض.
(٢) الشناق: المشاركة فى الشنق بالتحريك، وهو ما بين الفريضتين من كل ما تجب فيه الزكاة، ففى الغنم مثلا فى أربعين شاة شاة واحدة، وفى مائة وإحدى وعشرين شاتان، وما بينهما عفو أى لا زكاة فيما بين النصابين، ولا تؤخذ من الشنق حتى يتم. وقيل أى لا يشنق الرجل غنمه أو إبله إلى مال غيره ليبطل ما يجب عليه من الصدقة، وذلك أن يكون لكل واحد منهما أربعون شاة، فيجب عليهما شاتان، فإذا أشنق أحدهما (أى أضاف) غنمه إلى غنم الآخر، فوجدها المصدق فى يده أخذ منها شاة، وهو مثل قوله «لاخلاط» لكن حمله على الأول أولى لتعدد المعنى.
(٣) الشغار: نكاح معروف فى الجاهلية، وهو أن يزوج الرجل الرجل ابنته أو أخته على أن يزوجه ابنته أو أخته بغير مهر.
(٤) الإجباء بيع الزرع قبل بدو صلاحه، وقيل هو أن يغيب إبله عن المصدق أخذا من أجبأته: إذا واريته، وقيل هو أن يبيع من الرجل سلعة بثمن معلوم إلى أجل معلوم، ثم يشتريها منه بالنقد بأقل من الثمن الذى باعها به.
أربى: وقع فى الربا.
(٥) الأرواع جمع أروع، وهو من يعجبك بحسن منظره أو بشجاعته كالرائع، وقيل هم الذين يروعون الناس أى يفزعونهم بشدة الهيبة. المشابيب: السادة الرءوس، الزهر الألوان، الحسان المناظر واحدهم مشبوب كأنما أو قدت ألوانهم بالنار، ويروى الأشياء جمع شبيب، فعيل بمعنى مفعول.
(٦) الألباط: جمع ليط (بالكسر) وهو الجلد وقشر كل شئ. الإقرار: استرخاء الجلد، والمقورة الألياط: المسترخية الجلد لهزالها. الضناك: الكثير اللحم للذكر والأنثى، والمراد أنه لا تؤخذ المفرطة فى السمن كما لا تؤخذ الهزيلة.
(٧) أنطوا: هو بلغة أهل اليمن بمعنى أعطوا خاطبهم صلى الله عليه وسلم بلغتهم- الثبجة: الوسط من المال التى ليست من خياره ولا رذالته أخذا من ثبجة الناقة: ما بين الكاهل إلى الظهر.
(٨) جرى فيه على لغة أهل اليمن حيث يبدلون لام التعريف ميما. قال ابن الأثير: وعلى هذا فتكون راء بكر مكسورة من غير تنوين لأن أصله من البكر، فلما أبدلت الألف واللام ميما بقيت الحركة بحالها، ويكون قد استعمل البكر موضع الأبكار. قال: والأشبه أن تكون بكر منونة. وقد أبدلت نون من ميما، لأن النون الساكنة إذا كان بعدها باء قلبت فى اللفظ ميما نحو عنبر ومنبر، ويكون التقدير ومن زنى من بكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>