للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لولده، فويل لك وويل لأبيك، ما أكثر خصماء كما يوم القيامة! وكيف ينجو أبوك من خصمائه؟

وإن أظلم منى وأترك لعهد الله من استعمل الحجاج بن يوسف على خمس (١) العرب، يسفك الدم الحرام، ويأخذ المال الحرام.

وإن أظلم منى وأترك لعهد الله من استعمل قرّة بن شريك أعرابيّا جافيا على مصر، وأذن له فى المعازف واللهو والشرب.

وإن أظلم منى وأترك لعهد الله من جعل لعالية البريرية سهما فى الخمس.

فرويدا يابن بنانة، فلو التقت حلقتا البطان (٢) وردّ الفىء إلى أهله، لتفرغت لك ولأهل بيتك، فوضعتكم على المحجّة البيضاء، فطالما تركتم الحق، وأخذتم فى بنيّات الطريق (٣)، ومن وراء هذا من الفضل ما أرجو أن أكون رأيته: بيع رقبتك وقسم ثمنك بين اليتامى والمساكين والأرامل فإن لكل فيك حقّا، والسلام علينا ولا ينال سلام الله الظالمين».

(سيرة عمر لابن الجوزى، وشرح ابن أبى الحديد م ٤: ١٤٧، والبيان والتبيين ٣: ٢٣٠)

*** وفى خبر آخر أنه كتب إليه:

«إنّ أظلم منى وأجور من ولّى عبد ثقيف العراق، فحكم فى دمائهم وأموالهم، وإن أظلم منى وأجور وأترك لعهد الله من ولّى قرّة مصر جلفا جافيا، وإن أظلم منى وأجور وأترك لعهد الله من ولى عثمان بن حيّان الحجاز فأنشد الأشعار على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما أمك كانت تختلف إلى حوانيت حمص فاشتراها ذبيان


(١) وفى رواية ابن أبى الحديد «على خمسى العرب».
(٢) البطان: حزام القتب، وهو مثل يضرب عند بلوغ الشدة منتهاها.
(٣) بنيات الطريق: الطرق الصغار تتشعب من الجادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>