للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى دمشق (١)».

فأخذت الخمسمائة الدينار، ونظرت فإذا جمل مرحول (٢)، فوضعت رجلى فى الغرز (٣) وسرت اثنتى عشرة ليلة حتى وافيت باب هشام، فاستأذنت فأذن لى فدخلت عليه فسلمت، فردّ علىّ، واستدنانى فدنوت حتى قبّلت رجله، وإذا جاريتان لم أر قبلهما مثلهما، فى أذنى كل واحدة منهما حلقتان من ذهب، فيهما لؤلؤلتان تتوقّدان، فقال لى: كيف أنت يا حماد، وكيف حالك؟ فقلت: بخير يا أمير المؤمنين، قال:

أتدرى: فيم بعثت إليك؟ قلت لا، قال: بعثت إليك لبيت خطر ببالى لم أدر من قاله، قلت: وما هو يا أمير المؤمنين؟ قال:

فدعوا بالصّبوح يوما، فجاءت ... قينة فى يمينها إبريق (٤)

قلت: هذا يقوله عدىّ بن زيد فى قصيدة له، قال: فأنشدنيها، فأنشدته إياها، فطرب ثم قال: أحسنت والله يا حماد، سل حوائجك، قلت: إحدى الجاريتين قال:

هما جميعا لك بما عليهما وما لهما.

فأقام عنده مدة ثم وصله بمائة ألف درهم.

(الأغانى ٥: ١٥٨، وثمرات الأوراق ص ٣٤، ووفيات الأعيان ١: ٦٤)


(١) هكذا وردت الرواية ومنها ترى أن تلك القصة وقعت فى عهد ولاية يوسف بن عمر الثقفى على العراق، وأنها كانت بعد تولى هشام الخلافة بسنة أى سنة ١٠٦ هـ (لأنه ولى الخلافة سنة ١٠٥) ولكن المعروف فى التاريخ أن يوسف بن عمر ولى العراق سنة ١٢٠ هـ بعد عزل خالد بن عبد الله القسرى.
قال الطبرى: «وفى سنة ١٠٥ عزل هشام بن عبد الملك عمر بن هبيرة عن العراق وما كان إليه من عمل المشرق (وكان على العراق وخراسان فى خلافة يزيد بن عبد الملك) وولى ذلك كله خالد بن عبد الله القسرى فى شوال» انظر ج ٨: ص ١٨٠ - وقال: «وفى سنة ١٢٠ قدم يوسف بن عمر العراق واليا عليها» - انظر ج ٨: ص ٢٥٦ - ومن ذلك يتحقق أن ذلك الكتاب بعث به هشام إلى خالد بن عبد الله القسرى لا إلى يوسف بن عمر الثقفى.
(٢) رحل البعير كمنع: حط عليه الرحل.
(٣) ركاب من جلد.
(٤) الصبوح: شراب الصبح، والقينة: الجارية.

<<  <  ج: ص:  >  >>