للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دمائهم، وانتشار (١) كلمتهم، وقطع نسلهم، والجماعة حبل الله المتين، ودين الله القويم، وعروته الوثقى، فادع إليك أشراف أهل المصر، وأوعدهم العقوبة فى الأبشار (٢)، واستصفاء (٣)، الأموال، فإنّ من له عقد أو عهد منهم سيبطئ عنه، ولا يخفّ معه إلا الرّعاع وأهل السّواد، ومن تنهضه الحاجة استلذاذا للفتنة، وأولئك ممن يستعبد إبليس وهو يستعبدهم، فبادهم (٤) بالوعيد، وأعضضهم (٥) بسوطك، وجرّد عليهم سيفك، وأخف الأشراف قبل الأوساط، والأوساط قبل السّفلة.

واعلم أنك قائم على باب ألفة، وداع إلى طاعة، وحاضّ على جماعة، ومشمّر لدين الله، فلا تستوحش لكثرتهم، واجعل معقلك (٦) الذى تأوى إليه، وصغوك (٧) الذى تخرج منه، الثقة بربك، والغضب لدينك، والمحاماة عن الجماعة، ومناصبة (٨) من أراد كسر هذا الباب الذى أمرهم الله بالدخول فيه والتّشاحّ (٩) عليه، فإن أمير المؤمنين قد أعذر إليه (١٠)، وقضى من ذمامه، فليس له منزى (١١) إلى ادّعاه حق هو له ظلمه من نصيب نفسه أو فىء أو صلة لذى قربى، إلا الذى خاف أمير المؤمنين من حمل بادرة السّفلة على الذى عسى أن يكونوا به أشقى وأضلّ، ولهم أمرّ، ولأمير المؤمنين أعزّ وأسهل إلى حياطة الدين والذّبّ (١٢) عنه، فإنه لا يحبّ أن يرى فى أمته حالا


(١) أى تفرق.
(٢) البشرة بالتحريك: ظاهر الجلد، والجمع بشر، وجمع الجمع أبشار.
(٣) استصفى المال: أخذ منه صفوه.
(٤) أى جاهرهم.
(٥) فى كتب اللغة أنه متعد إلى الثانى بنفسه، يقال: أعضضته الشىء: جعلته يعضه وأعضضته سيفى:
ضربته به.
(٦) المعقل: الملجأ.
(٧) يقال: صغوه معك بالفتح والكسر: أى ميله معك، والمعنى اجعل شعارك.
(٨) ناصبه الحرب، والعداوة: أظهرها له وأقامها.
(٩) أى والحرص، يقال: تشاحا على الأمر: لا يريدان أن يفوتهما، وتشاح القوم فى الأمر: شح بعضهم على بعض حذر فوته.
(١٠) إليه أى إلى زيد بن على. وأعذر: صار ذا عذر، والذمام: الحق والحرمة.
(١١) مفعل من نزاينز وإذا وثب.
(١٢) أى والدفع.

<<  <  ج: ص:  >  >>