فالحلقتان الأوليان مطبوعتان منشورتان، طبع المرحوم أحمد زكى باشا «الأدب الصغير» سنة ١٣٢٩ هـ- ١٩١١ م، و «الأدب الكبير» سنة ١٣٣٠ هـ ١٩١٢ م بمصر، وأوردهما الأستاذ محمد كرد على بك فى كتابه «رسائل البلغاء» وقد طبع طبعة أولى سنة ١٣٢٦ هـ- ١٩٠٨ م، وثانية سنة ١٣٣١ هـ- ١٩١٣ م بمصر، غير أنه ورد فيه الأدب الكبير معنونا بعنوان «الدرة اليتيمة» وهو خطأ، لأن الدرة اليتيمة لا تزال مجهولة مفقودة.
وطبع المرحوم الحاج محمد الساسى التونسى «مجموعة رسائل للجاحظ» بمصر سنة ١٣٢٤ هـ، وعدتها إحدى عشرة رسالة، وقد طرّز هامش كتاب «الكامل» للمبرد طبع مصر سنة ١٣٢٣ هـ بكتاب «الفصول المختارة من كتب الجاحظ» اختيار الإمام عبيد الله بن حسان، ويحوى ثمانى عشرة رسالة- منها تسع من المجموعة الآنفة الذكر- وطبع الأستاذ يوشع فنكل «ثلاث رسائل للجاحظ» بمصر سنة ١٣٤٤ هـ- وقد ورد نحو نصف الرسالة الأولى منها فى كتاب الفصول المختارة.
وقد أوردت من الحلقة الثالثة ما اتسع له المقام، وتقرأ سائرها فى كتب الأدب، وبخاصّة كتاب «الأغانى» فقد ورد فيه طائفة منها فى خلال تراجم كاتبيها.
وأما الحلقة الرابعة، فقد أغفلتها لما قدّمت، ولأنه لا يدرى: أأموية هى أم عباسية؟ لعدم نسبتها إلى أصحابها، وإن كنت أرجح كل الترجيح أنها عباسية، ودونك كتاب «اختيار المنظوم والمنثور، فاقرأها فيه.
وقد نوّهت فى مقدمة الجزء الثانى بهذا الكتاب، وأعود هنا فأقول: إن ذلك الكتاب- على نفاسته وانفراده بما لم يحوه سواه من الرسائل- لقد عبثت به يد التحريف، فشوّهته كلّ مشوّه، حتى بدا كالغادة الحسناء فى خلق الرّداء، وقد أرهقنى تحقيق ما نقلت منه، وأمضّنى ردّه إلى نصابه، وعانيت فى ذلك السبيل من العناء وكدّ الذين واعتصاره ما يبعل به الجلد الصبور، وفال منى الجهد كلّ منال، حتى