للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما ما ذكرت من النساء وقراباتهن، فلو أعطين على قرب الأنساب وحقّ الأحساب، لكان الخير كلّه لآمنة بنت وهب (١)، ولكن الله يختار لدينه من يشاء من خلقه (٢).

وأما ما ذكرت من فاطمة أم أبى طالب وولادتها، فإن الله لم يرزق أحدا من ولدها الإسلام لا بنتا ولا ولدا (٣)، ولو أن أحدا رزق الإسلام بالقرابة رزقه عبد الله أولاهم بكل خير فى الدنيا والآخرة، ولكن الأمر لله يختار لدينه من يشاء (٤)، قال الله عز وجل: «إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ».

وأما ما ذكرت من فاطمة بنت أسد (٥) أم على بن أبى طالب، وفاطمة أم الحسن، وأن هاشما ولد عليا مرتين، وأن عبد المطلب ولد الحسن مرتين. وأن النبى صلى الله عليه وسلم ولدك مرتين، فخير الأوّلين والآخرين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يلده هاشم إلا مرة واحدة ولم يلده عبد المطلب إلا مرة واحدة.

وزعمت أنك أوسط بنى هاشم نسبا، وأصرحهم أمّا وأبا، وأنه لم تلدك العجم ولم تعرق فيك أمهات الأولاد، فقد رأيتك فخرت على بنى هاشم طرّا، فانظر ويحك أين أنت من الله غدا؟ فإنك قد تعدّيت طورك، وفخرت على من هو خير


(١) هى آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، أم رسول الله.
(٢) فى رواية الطبرى: «ولو كان اختيار الله لهن على قدر قرابتهن، كانت آمنة أقربهن رحما، وأعظمهن حقا، وأول من يدخل الجنة غدا، ولكن اختيار الله لخلقه على علمه لما مضى منهم، واصطفائه لهم».
(٣) روى الطبرى (ج ٢: ص ١٧٢) قال: «عبد الله أبو رسول الله، وأبو طالب، والزبير، وعبد الكعبة، وعاتكة، وبرة، وأميمة، ولد عبد المطلب إخوة. أم جميعهم فاطمة بنت عمرو ... »
(٤) وفى رواية الكامل للمبرد «فأما ما ذكرت من فاطمة أم أبى طالب، فإن الله لم يهدأ أحدا من ولدها للإسلام، ولو فعل لكان عبد الله بن عبد المطلب أولاهم بكل خير فى الآخرة والأولى، وأسعدهم بدخول الجنة غدا، ولكن الله أبى ذلك فقال».
(٥) هى فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، (شرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٤) وليتنبه إلى أنها لم يرد لها ذكر فى كتاب النفس الزكية السالف.

<<  <  ج: ص:  >  >>