للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منك نفسا وأبا، وأوّلا وآخرا، فخرت على إبراهيم (١) ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى والد ولده، وما خيار بنى أبيك خاصّة، وأهل الفضل منهم إلا بنو أمّهات أولاد، وما ولد فيكم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من علىّ بن الحسين (٢)، وهو لأمّ ولد، ولهو خير من جدّك حسن بن حسن، وما كان فيكم بعده مثل ابنه محمد (٣) بن علىّ، وجدّته أمّ ولد، ولهو خير من أبيك، ولا مثل ابنه جعفر (٤)، وجدّته أمّ ولد، ولهو خير منك.

وأما قولك: إنكم بنو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الله عز وجل قد أبى ذلك. فقال: «ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ». ولكنكم بنو ابنته، وإنها لقرابة قريبة، غير أنها امرأة لا تجوز الميراث (٥)، ولا ترث الولاية، ولا تجوز لها الإمامة، فكيف تورث الإمامة من


(١) أمه مارية التى أهداها المقوقس عظيم القبط إلى رسول الله فتسرى بها، وجاء منها به.
(٢) هو على زين العابدين بن الحسين بن على؛ قال ابن خلكان فى ترجمته: «وذكر أبو القاسم الزمخشرى فى كتاب ربيع الأبرار أن الصحابة رضى الله عنهم لما أتوا المدينة بسبى فارس فى خلافة عمر ابن الخطاب رضى الله عنه، كان فيهم ثلاث بنات ليزدجرد، فباعوا السبايا، وأمر عمر ببيع بنات يزدجرد أيضا، فقال له على بن أبى طالب رضى الله عنه: إن بنات الملوك لا يعاملن معاملة غيرهن من بنات السوقة، فقال: كيف الطريق إلى العمل معهن؟ قال: يقومن، ومهما بلغ ثمنهن قام به من يختارهن، فقومن.
فأخذهن على بن أبى طالب، فدفع واحدة لعبد الله بن عمر، وأخرى لولده الحسين، وأخرى لمحمد ابن أبى بكر الصديق، فأولد عبد الله أمته ولده سالما، وأولد الحسين زين العابدين، وأولد محمد ولده القاسم، فهؤلاء الثلاثة بنو خالة، وأمهاتهم بنات يزدجرد» اه ثم قال: «وكان أهل المدينة يكرهون اتخاذ أمهات الأولاد، حتى نشأ فيهم على بن الحسين والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله ففاقوا أهل المدينة فقها وورعا، فرغب الناس فى السرارى- وفيات الأعيان ١: ٣٢٠.
(٣) هو محمد الملقب بالباقر وأمه هى أم عبد الله بنت الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب- انظر ترجمته فى وفيات الأعيان ١: ٤٥٠ - ولكن أخاه زيد بن على كانت أمه أمة، وقد قدمنا فى الجزء الثانى ص ٣٦٢ ما دار بينه وبين هشام بن عبد الملك من الحديث فى هذا الصدد.
(٤) هو جعفر الملقب بالصادق ابن محمد الباقر، وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبى بكر- انظر ترجمته فى وفيات الأعيان ١: ١٠٥.
(٥) لأنها من أصحاب الفروض، فتأخذ فرضها فقط (نعم إنها تأخذ التركة كلها فرضا وردا إن لم يكن هناك عاصب).

<<  <  ج: ص:  >  >>