للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه بذلك كتابا أشهد عليه فيه جماعة أهل بيته وصحابته وجميع شيعته وكتّابه وجنده فى الدواوين، ليكون حجة على عيسى وقطعا لقوله ودعواه فيما خرج منه، وكان ذلك سنة ١٦٠ هـ.

وهذه نسخة الشرط الذى كتبه عيسى على نفسه:

«بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب لعبد الله المهدى محمد أمير المؤمنين، ولولىّ عهد المسلمين موسى بن المهدىّ ولأهل بيته وجميع قوّاده وجنوده من أهل خراسان، وعامّة المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، وحيث كان كائن منهم، كتبته للمهدىّ محمد أمير المؤمنين، وولىّ عهد المسلمين موسى بن محمد بن عبد الله بن محمد بن على، فيما جعل إليه من العهد، إذ كان إلىّ، حتى اجتمعت كلمة المسلمين واتّسق أمرهم، وأتلفت أهواؤهم على الرضا بولاية موسى بن المهدىّ محمد أمير المؤمنين وعرفت الحظّ فى ذلك علىّ، والحظّ فيه لى، ودخلت فيما دخل فيه المسلمون من الرضا بموسى ابن أمير المؤمنين، والبيعة له، والخروج مما كان لى فى رقابهم من البيعة، وجعلتكم فى حلّ من ذلك، وسعة من غير حرج يدخل عليكم، أو على أحد من جماعتكم وعامّة المسلمين، وليس فى شىء من ذلك قديم ولا حديث لى دعوى ولا طلبة (١) ولا حجة ولا مقالة ولا طاعة على أحد منكم ولا على عامة المسلمين ولا بيعة، فى حياة المهدى محمد أمير المؤمنين، ولا بعده، ولا بعد ولىّ عهد المسلمين موسى، ولا ما كنت حيّا حتى أموت، وقد بايعت لمحمد المهدى أمير المؤمنين، ولموسى ابن أمير المؤمنين من بعده، وجعلت لهما ولعامّة المسلمين من أهل خراسان وغيرهم الوفاء بما شرطت على نفسى فى هذا الأمر الذى خرجت منه، والتمام (٢) عليه، علىّ بذلك عهد الله وما اعتقد أحد من خلقه من عهد أو ميثاق أو تغليظ أو تأكيد،


(١) الطلبة بالكسر: الطلب، والطلبة بفتح فكسر: ما طلبته
(٢) تم على الأمر وتمم عليه بالتحريك: أى استمر عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>