للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على السّمع والطاعة والنصيحة للمهدى محمد أمير المؤمنين، وولىّ عهده موسى ابن أمير المؤمنين، فى السرّ والعلانية، والقول والفعل والنية، والشّدة والرخاء، والسّرّاء والضّرّاء، والموالاة لهما ولمن والاهما، والمعاداة لمن عاداهما، كائنا من كان فى هذا الأمر الذى خرجت منه، فإن أنا نكبت (١) أو غيّرت أو بدّلت أو دغلت (٢) أو نوبت غير ما أعطيت عليه هذه الأيمان، أو دعوت إلى خلاف شىء مما حملت على نفسى فى هذا الكتاب، للمهدى محمد أمير المؤمنين، ولولىّ عهده موسى ابن أمير المؤمنين ولعامّه المسلمين، أولم أف بذلك، فكلّ زوجة عندى يوم كتبت هذا الكتاب أو أتزوجها إلى ثلاثين سنة طالق ثلاثا ألبتّة (٣) طلاق الحرج (٤)، وكل مملوك عندى اليوم أو أملكه إلى ثلاثين سنة أحرار لوجه الله، وكل مال لى نقد أو عرض (٥) أو قرض أو أرض، أو قليل أو كثير، تالد أو طارف (٦)، أو أستفيده فيما بعد اليوم إلى ثلاثين سنة، صدقة على المساكبن يضع ذلك الوالى حيث يرى، وعلىّ من مدينة السلام (٧) المشى حافيا إلى بيت الله العتيق الذى بمكة،


(١) نكب عنه كنصر وفرح: عدل.
(٢) دغل فى الشىء كمنع: دخل فيه دخول المريب، وأدغل فيه: أدخل فيه ما يخالفه ويفسده، والمعنى على كليهما مستقيم.
(٣) يقال: لا أفعله بتة بالنصب، ولا أفعله ألبتة، لكل أمر لا رجعة فيه ونصبه على المصدر، من البت: وهو القطع المستأصل، وطلقها ثلاثا بتة وبتاتا وألبتة: أى قطعا لا عود فيها، قال شارح القاموس:
«ألبتة، بقطع الهمزة كما فى نسختنا، وضبط فى الصحاح بوصلها» وفى شرح التصريح (١: ٣٣٣ - باب المفعول المطلق): «وفى اللباب: لم يسمع فى البتة إلا قطع الهمزة، والقياس وصلها».
(٤) أى طلاق التحريم، يقال: حرجت الصلاة على المرأة (كفرح) حرجا بالتحريك: أى حرمت وهو من الضيق، لأن الشىء إذا حرم فقد ضاق، وحرج على ظلمك حرجا أى حرم، ويقال: أحرج امرأته بطلقة أى حرمها.
(٥) العرض: المتاع، وكل شىء عرض إلا الدراهم والدنانير فإنها عين.
(٦) التالد والتليد والتلاد (بالكسر) والمتلد (بضم فسكون ففتح): المال القديم الأصلى الذى ولد عندك، والطارف والطريف: المال المستحدث.
(٧) هى بغداد، بناها المنصور وانتقل إليها من الهاشمية (وهى مدينة كان قد اختطها أخوه السفاح قرب الكوفة) وشرع فى عمارتها سنة ١٤٥ ونزلها سنة ١٤٩ فكانت قاعدة الدولة العباسية.

<<  <  ج: ص:  >  >>