للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى البحر (١)» فإلى من ينحو هذا القول، وإلى أين يذهب بهذا المعنى؟ لئن ذهب به إلى غير الذى تحمل خيله فى البحر، وبدأ من جبال فاران أمره، وغلب على الأرض ومسحها (٢)، وملك رقاب الأمم كلها، لقد تركتم الحق وأنتم تعلمون.

ومن ذلك قول داود عليه السلام فى الزّبور: «صدّقوا وسبّحوا الربّ تسبيحا حديثا، سبّحوا الذى هلّله (٣) الصالحون، ليفرح إسرائيل بخالقه، ويتوب صهيون من أجل أن الله اصطفى له أمته، وأعطاه النصر، وسدّد الصالحين بالكرامة، يسبّحونه على مضاجعهم، ويكبّرون الله بأصوات عالية، بأيديهم سيوف ذات شفرتين، لينتقم الله من الأمم الذين لا يعبدونه، ثم يقيّد ملوكهم بالقيود، وأشرافهم بالأغلال (٤)» فأيّتما أمّة يكبّرون الله بأصوات وأذان الصلوات الدائمة، وعلى كلّ شرف (٥)، وعند كل حرب، وأيتما أمة كانت سيوفها ذات شفرتين إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟

ومن ذلك قول أشعيا: «سبّحوا الرّب تسبيحا حديثا، ويسبّحه من آفاق الأرض فوج (٦) يكون فى بنى فيار (٧)» وبنو فيار قريش، أهل فاران الذى نزل فيه القرآن، وأيّتما أمّة تسبّح من آفاق الأرض، إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم، عندى أكدى (٨)


(١) وجاء فى آية ١٥ من نبوءة حبقوق، «سلكت البحر بخيلك كوم المياه الكثيرة».
(٢) «فى الأصل» ومنحها.
(٣) فى الأصل «هلكه».
(٤) ورد فى سفر المزامير (مزمور ١٤٩ آية ١ - ٩) من الكتاب المقدس: «هللوا» غنوا للرب ترنيمة جديدة: تسبيحته فى جماعة الأتقياء، ليفرح إسرائيل بخالقه، ليبتهج بنو صهيون بملكهم، ليسبحوا اسمه برقص، ندف وعود، ليرنموا له، لأن الرب راض عن شعبه، يجمل الودعاء بالخلاص، ليبتهج الأتقياء بمجد، ليرنموا على مضاجعهم، تنويهات الله فى أفواههم، وسيف ذو حدين فى يدهم، ليصنعوا نقمة فى الأمم، وتأديبات فى الشعوب، لأسر ملوكهم بقيود، وشرفائهم بكبول من حديد، ليجروا بهم الحكم المكتوب، كرامة هذا لجميع أتقياثه، هللويا».
(٥) الشرف: المكان العالى.
(٦) فى الأصل «فرح» والظاهر أنه محرف عن «فوج» وهو الجماعة من الناس.
(٧) ورد فى نبوءة أشعيا (الإصحاح ٤٢ آية ١٠ - ١٢) من الكتاب المقدس: «غنوا للرب أغنية جديدة، تسبيحه من أقصى الأرض، أيها المنحدرون فى البحر ومائه والجزائر وسكانها، لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التى سكنها قيدار، لتترنم سكان سالع من رءوس الجبال، ليهتفوا، ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه فى الجزائر».
(٨) هكذا فى الأصل،

<<  <  ج: ص:  >  >>