للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك قول أشعيا «عبدى الذى وجب به حبى الذى بشّرت به نفسى، أفيض عليه روحى، يوصى الأمم بالوصايا، لا يضحك ولا يسمع صوته فى الأسواق، ويفتح العيون العور، ويسمع الآذان الصّمّ، ويحيى القلوب الغلف (١)، وما أعطيه لا أعطى غيره، أحمد يحمد الله حمدا حديثا، تهليله يأتى من أقصى الأرض، يجوز الماء بشدة أمواجه، ويعرح وكورها (٢) سكانها يحمدون الله على كل شرف، ويكبّرونه على كل رابية (٣)».

ومن ذلك قول داود عليه السلام فى المزمور الخامس والأربعين (٤)، يقول الله عز وجل لمحمد فى الزّبور: «انصبّت رحمتى على شفتيك من أجل ذلك بار كل الدهر تقلّد السيف على الأمم أيها الجبار على الأمم بالقتل والأسر والسّباء بهاك وحمدك أحمد يغلب البر منك كلمة الحق، وذللت لك الأشياء سيفك يحسمه يمينك ونبالك مسمومة ويسقط عند الأمم (٥)» فأىّ نبى كان على الأمم جبّارا، ولهم بإذن الله قتّالا إلا نبينا صلى الله عليه وسلم؟

ومن ذلك فى آخر التوراة: «جاء الله تبارك وتعالى من سيناء، وأشرق من ساعير، واستبان واستعلن من جبال فاران، وجاء عن يمينه ربوات القدّيسين (٦)»


(١) الغلف جمع أغلف، وقلب أغلف: كأنما غشى غلافا فهو لا يعى.
(٢) هكذا فى الأصل.
(٣) ورد فى نبوءة أشعيا (الإصحاح ٤٢ آية ١ - ٤) من الكتاب المقدس: هو ذا عبدى الذى أعضده، مختارى الذى سرت به نفسى، وضعت روحى عليه، فيخرج الحق للأمم، لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع فى الشارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة خامدة لا يطفأ، إلى الأمان يخرج الحق، لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق فى الأرض، وتنتظر الجزائر شريعته».
(٤) فى الأصل: «فى خمسة وأربعين مزمورا».
(٥) هكذا وردت العبارة فى الاصل، وهى مليئة بالتحريف ويتضح لك تصحيحها إذا رجعت إلى سفر المزامير، جاء فى المزمور ٤٥ آية ٢ - ٥ من الكتاب المقدس: «انسكبت النعمة على شفتيك، لذلك باركك الله إلى الأبد، تقلد سيفك على فخذك، أيها الجبار جلالك وبهاءك، وبجلالك اقتحم، اركب من أجل الحق والدعة والبر، فتريك يمينك مخاوف، نبلك المسنونة فى قلب أعداء الملك، شعوب تحتك يسقطون».
(٦) ورد فى سفر التثنية (الإصحاح ٣٣ آية ١) من الكتاب المقدس: «جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران، وأتى من ربوات القدس، وعن يمينه نار شريعة لهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>