للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما علىّ بن أبى مقاتل، فقل له: ألست القائل لأمير المؤمنين إنك تحلّل وتحرّم؟ والمكلّم له بمثل ما كلّمته به. مما لم يذهب عنه ذكره!

وأما الذّيّال بن الهيثم، فأعلمه أنه كان فى الطعام الذى كان يسرقه فى الأنبار، وفيما يستولى عليه من أمر مدينة (١) أمير المؤمنين أبى العباس ما يشغله، وأنه لو كان مقتفيا آثار سلفه، وسالكا مناهجهم، ومحتذيا سبيلهم، لما خرج إلى الشّرك بعد إيمانه.

وأما أحمد بن يزيد المعروف بأبى العوّام وقوله إنه لا يحسن الجواب فى القرآن، فأعلمه أنه صبىّ فى عقله لا فى سنّه، جاهل، وأنه إن كان لا يحسن الجواب فى القرآن فسيحسنه إذا أخذه التأديب، ثم إن لم يفعل كان السيف من وراء ذلك إن شاء الله.

وأما أحمد بن حنبل وما تكتب عنه، فأعلمه أن أمير المؤمنين قد عرف فحوى (٢) تلك المقالة وسبيله فيها، واستدلّ على جهله وآفته بها.

وأما الفضل بن غانم، فأعلمه أنه لم يخف على أمير المؤمنين ما كان منه بمصر، وما اكتسب من الأموال فى أقلّ من سنة، وما شجر (٣) بينه وبين المطّلب بن عبد الله فى ذلك، فإنه من كان شأنه شأنه، وكانت رغبته فى الدينار والدرهم رغبته، فليس بمستنكر أن يبيع إيمانه طمعا فيهما، وإيثارا لعاجل نفعهما، وأنه مع ذلك القائل لعلىّ بن هشام ما قال، والمخالف له فيما خالفه فيه، فما الذى حال به عن ذلك، ونقله إلى غيره؟


(١) هى مدينة الهاشمية، بناها السفاح بالكوفة.
(٢) فحوى الكلام: معناه.
(٣) شجر الأمر بينهم كنصر: اضطرب وتنازعوا فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>