للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما المعروف بسجّادة وإنكاره أن يكون سمع ممن كان يجالس من أهل الحديث وأهل الفقه القول بأن القرآن مخلوق، فأعلمه أنه فى شغله بإعداد النّوى وحكّه لإصلاح سجادته، وبالودائع التى دفعها إليه علىّ بن يحيى وغيره ما أذهله عن التوحيد وألهاه، ثم سله عما كان يوسف بن أبى يوسف ومحمد بن الحسن يقولانه إن كان شاهدهما وجالسهما.

وأما القواريرىّ، ففيما تكشّف من أحواله وقبوله الرّشا والمصانعات، ما أبان عن مذهبه وسوء طريقته، وسخافة عقله ودينه، وقد انتهى إلى أمير المؤمنين أنه يتولّى لجعفر بن عيسى الحسنىّ مسائله، فتقدّم إلى جعفر بن عيسى فى رفضه وترك الثقة به والاستنامة (١) إليه.

وأما يحيى بن عبد الرحمن العمرى، فإن كان من ولد عمر بن الخطاب فجوابه معروف.

وأما محمد بن الحسن بن علىّ بن عاصم، فإنه لو كان مقتديا بمن مضى من سلفه، لم ينتحل النّحلة التى حكيت عنه، وإنه بعد صبىّ يحتاج إلى تعلّم.

وقد كان أمير المؤمنين وجّه إليك المعروف بأبى مسهر بعد أن نصّه أمير المؤمنين عن محنته فى القرآن، فجمجم (٢) عنها ولجلج فيها، حتى دعا له أمير المؤمنين باليف، فأقرّ ذميما، فانصصه عن إقراره، فإن كان مقيما عليه فأشهر ذلك وأظهره إن شاء الله.

ومن لم يرجع عن شركه- ممن سمّيت لأمير المؤمنين فى كتابك، وذكره أمير المؤمنين لك، أو أمسك عن ذكره فى كتابه هذا- ولم يقل إن القرآن مخلوق،


(١) استنام إليه: سكن واطمأن.
(٢) الجمجمة. أن لا يبين كلامه، كالتجمجم.

<<  <  ج: ص:  >  >>