للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من خاصّ وعامّ، وأبعد وأقرب، وتتمسّكون ببيعته بوفاء العقد، وذمّة العهد، سرائركم فى ذلك مثل علانيتكم، وضمائركم مثل ألسنتكم، راضين بما يرضاه لكم أمير المؤمنين فى عاجلكم وآجلكم، وعلى إعطائكم أمير المؤمنين بعد تجديدكم بيعته هذه على أنفسكم، وتأكيدكم إياها فى أعناقكم، صفقة أيمانكم راغبين طائعين عن سلامة من قلوبكم وأهوائكم ونيّاتكم، وعلى ألّا تسعوا فى نقض شىء مما أكّد الله عليكم، وعلى ألّا يميل بكم مميل (١) فى ذلك عن نصرة وإخلاص، ونصح وموالاة وعلى أن لا تبدّلوا، ولا يرجع منكم راجع عن نيته وانطوائه إلى غير علانيته، وعلى أن تكون بيعتكم التى أعطيتم بها ألسنتكم وعهودكم، بيعة يطّلع الله من قلوبكم على اجتبائها (٢) واعتقادها، وعلى الوفاء بذمته بها، وعلى إخلاصكم فى نصرتها وموالاة أهلها، لا يشوب ذلك منكم دغل (٣) ولا إدهان، ولا احتيال ولا تأوّل، حتى تلقوا الله موفين بعهده، ومؤدّين حقّه عليكم، غير مستشرفين (٤) ولا ناكثين، إذ كان الذين يبايعون منكم أمير المؤمنين إنّما يبايعون الله، يد الله فوتى أيديهم فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه، ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما، عليكم بذلك وبما أكّدت هذه البيعة فى أعناقكم، وأعطيتم بها من صفقة أيمانكم، وبما اشترط عليكم بها، من وفاء ونصر وموالاة واجتهاد ونصح، وعليكم عهد الله إن عهده كان مسئولا، وذمة الله وذمة رسوله، وأشدّ ما أخذ على أنبيائه ورسله وعلى أحد من عباده من متأكّد وثائقه، أن تسمعوا ما أخذ عليكم فى هذه البيعة ولا تبدّلوا، وأن تطيعوا ولا تعصوا، وأن تخلصوا ولا ترتابوا، وأن تتمسّكوا بما عاهدتم عليه تمسّك أهل الطاعة بطاعتهم، وذوى العهد والوفاء بوفائهم


(١) مميل بالفتح مصدر كميل، ويصح أن يكون بالضم، اسم فاعل.
(٢) اجتباه: اختاره.
(٣) الدغل: الفساد.
(٤) استشرفه حقه: ظلمه، وسيأتى فى كتاب البيعة للمعتز «غير مستريبين».
(١٥ - جمهرة رسائل العرب- رابع)

<<  <  ج: ص:  >  >>