للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحقّهم، لا يلفتكم عن ذلك هوّى ولا مميل، ولا يزيغ بكم فيه ضلال عن هدى، باذلين فى ذلك أنفسكم واجتهادكم، ومقدّمين فيه حق الدين والطاعة، بما جعلتم على أنفسكم، لا يقبل الله منكم فى هذه البيعة إلا الوفاء بها، فمن نكث منكم ممن بايع أمير المؤمنين هذه البيعة عما أكّد عليه، مسرّا أو معلنا، أو مصرّحا أو محتالا، فأدهن فيما أعطى الله من نفسه، وفيما أخذت به مواثيق أمير المؤمنين وعهود الله عليه، مستعملا فى ذلك الهويسنى دون الجدّ، والرّكون إلى الباطل دون نصرة الحق، وزاغ عن السبيل التى يعتصم بها أولو الوفاء منهم بعهودهم، فكلّ ما يملك كلّ واحد ممن خان فى ذلك بشىء نقض عهده، من مال أو عقار أو سائمة أو زرع أو ضرع صدقة على المساكين فى وجوه سبيل الله، محرّم عليه أن يرجع شىء من ذلك إلى ماله، عن حيلة يقدّمها لنفسه أو يحتال بها، وما أفاد (١) فى بقية عمره من فائدة مال يقلّ خطرها أو يجلّ قدرها، فتلك سبيله إلى أن توافيه منيّته، ويأتى عليه أجله، وكلّ مملوك يملكه اليوم إلى ثلاثين سنة من ذكر أو أنثى، أحرار لوجه الله، ونساؤه يوم يلزمه الحنث، ومن يتزوج بعدهن إلى ثلاثين سنة، طوالق البتة طلاق الحرج (٢)، لا مثنويّة (٣) فيه ولا رجعة، وعليه المشى إلى بيت الله الحرام ثلاثين حجّة (٤) لا يقبل الله منه إلا الوفاء بها، وهو برىء من الله ورسوله، والله ورسوله منه بريئان، ولا قبل الله منه صرفا ولا عدلا (٥)، والله عليكم بذلك شهيد؛ وكفى بالله شهيدا».

(تاريخ الطبرى ١١: ٧١)


(١) أى استفادة.
(٢) انظر ص ١٤٠ من الجزء الثالث.
(٣) أى لا استثناء.
(٤) الحجة: السنة.
(٥) الصرف: التوبة، والعدل: الفدية.

<<  <  ج: ص:  >  >>