للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن حرب ومعاوية ابنه ويزيد بن معاوية ومروان بن الحكم وولده وولد ولده، اللهم العن أئمة الكفر، وقادة الضلالة، وأعداء الدين، ومجاهدى الرسول، ومغيّرى الأحكام، ومبدّلى الكتاب، وسفّاكى الدم الحرام، اللهم إنا نتبرأ إليك من موالاة أعدائك، ومن الإغماض لأهل معصيتك كما قلت: «لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» يأيها الناس، اعرفوا الحقّ تعرفوا أهله، وتأمّلوا سبل الضلالة تعرفوا سابلها، فإنه إنما يبين عن الناس أعمالهم، ويلحقهم بالضلال والصلاح آباؤهم، فلا يأخذكم فى الله لومة لائم. ولا يميلنّ بكم عن دين الله استهواء من يستهويكم، وكيد من يكيدكم، وطاعة من تخرجكم طاعته إلى معصية ربكم. أيها الناس، بنا هداكم الله، ونحن المستحفظون فيكم أمر الله، ونحن ورثة رسول الله، والقائمون بدين الله، فقفوا عند ما نقفكم عليه، وانفذوا لما نأمركم به، فإنكم ما أطعتم خلفاء الله وأئمة الهدى، على سبيل الإيمان والتقوى، وأمير المؤمنين يستعصم الله لكم، ويسأله توفيقكم، ويرغب إلى الله فى هدايتكم لرشدكم، وفى حفظ دينكم عليكم، حتى تلقوه مستحقّين طاعته، مستحقبين (١) لرحمته، والله حسب أمير المؤمنين فيكم، وعليه توكّله، وبالله على ما قلّده من أموركم استعانته، ولا حول لأمير المؤمنين ولا قوة إلا بالله، والسلام عليكم».

وكتب أبو القاسم عبيد الله بن سليمان فى سنة ٢٨٤ (٢).

(تاريخ الطبرى ١١: ٣٥٥، وشرح ابن أبى الحديد م ٣: ص ٤٤٢)


(١) أى حاملين.
(٢) قال الطبرى: «فخوفه عبيد الله بن سليمان بن وهب اضطراب العامة. وأنه لا يأمن أن تكون فتنة، فلم يلتفت إلى ذلك من قوله. وقال: «وذكر أن عبيد الله بن سليمان أحضر يوسف بن يعقوب القاضى وأمره أن يعمل الحيلة فى إبطال ما عزم عليه المعتضد، فمضى يوسف بن يعقوب فكلم المعتضد فى ذلك، وقال له: يا أمير المؤمنين إنى أخاف أن تضطرب العامة ويكون منها عند سماعها هذا الكتاب حركة، فقال: إن تحركت العامة أو نطقت وضعت سيفى فيها. فقال: يا أمير المؤمنين، فما تصنع بالطالبيين الذين هم فى كل ناحية يخرجون ويميل إليهم كثير من الناس لقرابتهم من الرسول ومآثرهم، وفى هذا الكتاب إطراؤهم، وإذا سمع الناس هذا كانوا إليهم أميل، وكانوا هم أبسط ألسنة وأثبت حجة منهم اليوم، فأمسك المعتضد فلم يرد عليه جوابا، ولم يأمر فى الكتاب بعده بشىء».

<<  <  ج: ص:  >  >>