للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حلقة قصمتها، وقل: سبحان الله وبحمده، فإنها عبادة الخلق، وبها تقطع (١) أرزاقهم، فإنهما يكثران لمن قالهما الولوج على الله عزّ وجل. وأنهاك عن الشّرك والكبر، فإن الله محتجب عنهما، فقال له بعض أصحابه: أمن الكبر أن يكون لى الدابة النّجيبة (٢)؟

قال: لا، قال: أمن الكبر أن يكون لى الثوب الحسن؟ قال: لا، قال: أفمن الكبر أن يكون لى الطعام أجمع عليه الناس؟ قال: لا، إنما الكبر أن تسفه (٣) الحق، وتغمص الخلق».

وإياك والكبر والزّهو، فإن الله عز وجل لايحبّهما، وبلغنى عن بعض العلماء أنه قال: «يحشر المتكبرون يوم القيامة فى صور الذّرّ (٤)، تطؤهم الناس بتكبّرهم على الله عز وجل»، لا تأمن على شىء من أمرك من لا يخاف الله، فإنه بلغنى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال: «شاور فى أمرك الذين يخافون الله».

احذر بطانة السوء وأهل الردى على نفسك، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من نبىّ ولا خليفة إلا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالا (٥)، وهو مع التى استولت عليه، ومن وقى بطانة السوء فقد وقى» واستبطن أهل التقوى من الناس. وأكرم ضيفك فإنه يحق عليك إكرامه. وارع حقّ جارك: ببذل المعروف، وكف الأذى عنه، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه»، وتكلم بخير أو اسكت، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليمسك».

واتّق فضول المنطق، فإنه بلغنى عن ابن مسعود أنه قال: «أنذركم فضول المنطق».


(١) أى تقدر.
(٢) النجيبة: الكريمة التى يسابق عليها.
(٣) سفه كفرح: جهل.
(٤) الذر: صغار النمل.
(٥) الخبال: الفساد.

<<  <  ج: ص:  >  >>