للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأكر من وادّك وكافئه بمودته، وإياك والغضب فى غير الله، لا تأمر بخير إلا بدأت بفعله، ولا تنه عن سوء إلا بدأت بتركه، دع من الأمر ما لا يعنيك، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» صل من قطعك، واعف عمن ظلمك، وأعط من حرمك، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنها أفضل أخلاق الدنيا والآخرة».

اتّق كثرة الضحك، فإنه يدعو إلى السّفه، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أن ضحكه كان تبسّما. لا تمزح فتذمّ نفسك، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنى لأمزح ولا أقول إلا حقّا»، لا تخالف إلى ما نهيت عنه، وإذا نطقت فأوجز، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «وهل يكبّ الناس فى نار جهنم إلا هذا؟ يعنى لسانه»، لا تصاعر (١) خدّك للناس، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن أهل الجنة كلّ هين لين سهل طلق».

اترك من أعمال السّر ما لا يحسن بك أن تعمله فى العلانية. اتّق كل شىء تخاف فيه تهمة فى دينك ودنياك، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فلا يقف مواقف التهم».

أقلل طلب الحوائج من الناس، فإن فى ذلك غضاضة (٢)، وبلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل: «لا تسأل الناس». وليكن مجلسك بيتك أو مسجدك، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال «المساجد بيوت المتّقين». لا تكثر الشّخوص من بيتك إلا فى أمر لا بدّ منه، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ستة مجالس المسلم ضامن على الله ما كان فى شىء منهن فى سبيل الله، أو فى بيت الله، أو فى عيادة مريض، أو شهود جنازة، أو جمعة، أو عند إمام مقسط (٣) يعزّره ويوقّره»


(١) صعر خده وصاعره وأصعره: أماله عن النظر إلى الناس تهاونا من كبر.
(٢) الغضاضة: الذلة والمنقصة.
(٣) مقسط: عادل (وفى العدل لغتان: قسط وأقسط. وفى الجور لغة واحدة، قسط بغير الالف) والتعزير: والتفخيم والتعظيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>