للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المستقى». أرد بكل ما يكون منك من خير إلى أحد الله، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أن قوله عز وجل: «فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ، الَّذِينَ. هُمْ يُراؤُنَ وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ» قال: «المنافق». الذى إن صلى راءى، وإن فاتته لم يبلغ إليها، «وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ» قال. الماعون. الزكاة التى فرضها الله عز وجل.

إياك والرّياء، فإنه بلغنى أنه لا يصعد عمل المرائى إلى الله عزّ وجل، ولا يزكّيه عنده. إن استطعت أن تعمل ما عملت فيما بينك وبين الله فافعل، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال. «نضّر الله امرأ سمع مقالتى فوعاها حتى يبلّغها غيره، فربّ غائب أحفظ من شاهد، وربّ حامل فقه غير فقيه» لا يغفل قلب امرئ مسلم عن ثلاث خصال: إخلاص العمل لله، والنصيحة للإمام العادل، والنصيحة لعامة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم. إياك وسوء الخلق، فإنه يدعو إلى معاصى الله تعالى، وقد بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خياركم أحسنكم أخلاقا».

اخضع لله إذا خلوت بعملك، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم «أن ملكا أتاه فقال: إن ربك يقرئك السلام ويقول: إن شئت أجعلك ملكا نبيا، أو عبدا نبيا، فأشار إليه جبريل عليه السلام أن تواضع، فما أكل متكئا حتى مات».

لا تظلم الناس فيديلهم (١) الله عليك، فإنه بلغنى عن بعض العلماء من الصحابة أنه قال: «ما ظلمت أحدا أشدّ علىّ ظلما من أحد لا يستعين علىّ إلا بالله تعالى.

احذر البغى، فإنه عاجل العقوبة، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«إن أعجل الخير ثوابا صلة الرحم، وإن أعجل الشر عقوبة اليمين الغموس (٢)،


(١) أى فينصرهم ويعطيهم الغلبة.
(٢) اليمين الغموس: هى اليمين الكاذبة التى يتعمدها صاحبها عالما بأن الأمر بخلافه، وسميت بذلك لأنها تغمس صاحبها فى الإثم ثم فى النار.

<<  <  ج: ص:  >  >>