للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اصحب الأخيار، فإنهم يعينونك على أمر الله عز وجل، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما تحابّ رجلان فى الله إلا كان أفضلهما أشدّهما حبّا لصاحبه».

صل رحمك وإن قطعك، ولا تكافئه بمثل ما أتى إليك، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم «أن رجلا قال له: إن لى أقرباء، أعفو ويظلمونى (١)، وأصل ويقطعونى، وأحسن ويسيئون إلىّ (٢)، أفأكافئهم؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إذن تتركوا جميعا، ولكن إذا أساءوا فأحسن فإنه لن يزال لك عليهم من الله ظهير (٣)».

ارحم المسكين المضطرّ، والغريب المحتاج، وأعنه على ما استطعت من أمره، فإنه بلغنى عن ابن عباس أنه قال: «كل معروف صدقة».

ارحم السائل واردده من بابك بفضل معروفك، بالبذل منك، أو قول معروف تقوله له، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ردّ عنك مذمّة السائل، [ولو] بمثل رأس الطير من الطعام».

لا تزهد فى المعروف عند من تعرفه، وعند من لا تعرفه، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تزهد فى المعروف، ولو أن تصبّ من دلوك فى إناء


(١) هكذا فى الأصل، وقد ذكروا أن نون الرفع تحذف جوازا بكثرة فى الفعل المتصل بنون الوقاية نحو قوله تعالى «قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ» بتخفيف النون فى قراءة نافع، فالصحيح عند سيبويه أن المحذوف نون الرفع والمذكور نون الوقاية، وقيل المحذوف نون الوقاية، وتحذف نون الرفع جوازا بقلة فى غير ذلك نحو قوله:
أبيت أسرى وتبيتى تدلكى ... وجهك بالعنبر والمسك الذكى
وفى الحديث: «والذى نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حق تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا».
(٢) وفى الأصل «ويسيئونى» والذى فى كتب اللغة أن «ساء» متعد بنفسه، يقال: ساءه بسوءه: فعل به ما يكره، نقيض سره، وأساءه متعد بحرف الجر، يقال: أساء إليه نقيض أحسن إليه، ويقع متعديا بنفسه ولكن بمعنى أفسد، يقال أساء الشىء: أى أفسده ولم يحسن عمله.
(٣) أى ممن.

<<  <  ج: ص:  >  >>