للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنصف الناس من نفسك، ولا تستطل عليهم، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال: «أشرف الأعمال ثلاثة: ذكر الله على كل حال، ومواساة الأخ من المال (١)، وإنصاف الناس من نفسك». اغضض بصرك عن محارم الله، فإنه بلغنى عن على كرم الله وجهه أنه قال: «لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك النظرة الأولى، وليست لك الأخرى».

اتّق المطعم الوبىّ (٢)، والمشرب الوبىّ، والملبس الوبىّ، فإن ذلك تذهب أنفته (٣)، وتبقى عاقبته، وإن الله سبحانه أدّب رسله، فقال: «كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً» وقال النبى عليه الصلاة والسلام: «من أكل بأخيه المسلم أكلة أطعمه الله مكانها أكلة من نار، ومن سمّع (٤) بأخيه المسلم سمّع الله به يوم القيامة، ومن لبس بأخيه المسلم ثوبا ألبسه الله مكانه ثوبا من نار».

اقبل عذر من اعتذر إليك، ورجع عما كرهت، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من اعتذر إلى أخيه المسلم فلم يعذره، كان عليه مثل وزر صاحب مكس (٥)».

لتكن يدك العليا على كل من خالطت، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اليد العليا (٦) خير من اليد السّفلى».


(١) آساه بماله: أناله منه وجعله فيه أسوة أى قدوة.
(٢) الوبى: مسهل عن الوبىء، يقال: أرض وبيئة ووبثة: أى كثيرة الوباء وهو الطاعون، والمراد هنا: المكوب من طريق غير شريف، المأخوذ من غير حل.
(٣) أنف الشىء وأنفته: أوله وابتداؤه.
(٤) التسميع: التشنيع والتشهير.
(٥) جاء فى لسان العرب: المكس: الضريبة التى يأخذها الماكس، وهو العشار، ويقال للعشار صاحب مكس، وفى الحديث «لا يدخل صاحب مكس الجنة» وفى حديث ابن سيرين قال لأنس: «تستعملنى على المكس أى على عشور الناس فأما كسبهم وبما كسوننى» قيل معناه: تستعملنى على ما ينقص دينى، لما يحذف من الزيادة والنقصان فى الأخذ والترك اه نقلا عن النهاية فى غريب الحديث لابن الأثير- انظر ج ٤: ص ١٠٣.
(٦) اليد العليا: المعطية، واليد السفلى: المعطاة، وهو حث على البر والصدقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>