للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

احترس ممن يقرب إليك بالنّميمة، ويبلّغ الكلام عن الناس، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ملعون من لعن أباه ملعون من لعن أمّه، ملعون من غيّر تخوم (١) الأرض، ملعون كلّ صقّار، وهو النمّام». لا تجرّ ثيابك، فإن الله لا يحب ذلك. وبلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من جرّ ثيابه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة». أطع الله فى معصية الناس، ولا تطع الناس فى معصية الله، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق».

إذا أصابك حزن أو سقم أو ذلة أو لأواء (٢) - يعنى الجوع- فقل: الله ربى لا أشرك به شيئا، ثلاث مرات، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بذلك من أصابه شىء من ذلك. اصبر على ما أصابك من فجائع الدنيا وأحزانها، لقول الله تعالى: «إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ» والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد.

لا تمارينّ أحدا وإن كنت محقّا، بلغنى أن قول الله عز وجل: «فَلا رَفَثَ (٣) وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ» أنه المراء (٤). إذا هممت بأمر من أمور الدنيا ففكّر فى عاقبته، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا هممت بأمر من أمور الدنيا ففكّر فى عاقبته، فإن كان رشدا فأمضه، وإن كان غيّا فانته عنه».

إياك والتجريد (٥) خاليا، فإنه ينبغى لك أن تستحيى من الله إذا خلوت، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا أحبّ أن بلى لى شيئا من لا يستحيى


(١) التخوم: الفصل بين الأرضين من المعالم والحدود.
(٢) فى اللسان: اللأواء: الشدة وضيق المعيشة، ومنه الحديث «من صبر على لأواء المدينة ... » واللأواء: المشقة والشدة، وقيل القحط، يقال أصابتهم لأواء وشصاصاء بالفتح وهى الشدة، وتكون اللأواء فى العلة.
(٣) الرفث: الجماع والفحش.
(٤) كذا فى كتب التفسير قالوا: ولا جدال: أى ولا مراء مع الخدم والرفقة، والمراء: المجادلة
(٥) التجريد: التعرية من الثياب.

<<  <  ج: ص:  >  >>