للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الله فى الخلاء». وإياك أن تدخل الحمّام والماء إلا بإزار، ولا يدخل معك أحد الحمّام إلا بإزار، ولن تقدر على ذلك، فإن لم تقدر فغضّ طرفك عن كل أحد كان مكشوفا، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يحلّ لا مرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يدخل الحمام إلا بإزار». أفش السلام، وإن استطعت ألّا يسبقك أحد إليه فافعل، تعط بذلك فضلا عن الناس، وبلغنى عن ابن مسعود أنه قال: «السلام اسم من أسماء الله وضعه فيكم فأفشوه فيكم، فإن الرجل إذا سلّم كتب له عشر حسنات».

أدّب ولدك ومن وليت أمره على خلقك وأدبك، حتى يتأدبوا على ما أنت عليه، فيكونوا لك عونا على طاعة الله، بلغنى عن ابن مسعود أنه قال: «كل مؤدّب يحبّ أن يؤخذ بأدبه، وإنّ أدب الله هو القرآن». وإذا استشارك أحد فإن شئت تكلمت، وإن شئت سكتّ، واجتهد رأيك، فإنه بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «المستشار بالخيار، إن شاء تكلم، وإن شاء سكت». لا تفش على أحد سرا أفشاه إليك، فإنما هى أمانة استودعكها وائتمنك عليها، إلا أن يكون إفشاؤه خيرا له فى دنياه وآخرته، فأفشها عليه وانصحه فيها، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من حقّ المسلم على المسلم إذا استنصحه أن ينصحه».

إذا تعلّمت علما من طاعة الله فلير عليك أثره، ولير فيك سمته، وتعلّم للذى تعمله، وتعلّم له السكينة والحلم والوقار، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «العلماء ورثة الأنبياء». ردّ جواب الكتاب إلى كلّ أحد كتب إليك، فإنما هو كردّ السلام، قال الله عز وجل: «وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها» وقال ابن عباس رضى الله عنهما: «أرى رجع الكتاب علىّ حقا، كما أرى رجع السلام». الزم الحياء فإنه خلق الإسلام، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«لكل شىء خلق، وخلق الإسلام الحياء». إذا سافرت فقل: اللهم إنى أعوذ بك

<<  <  ج: ص:  >  >>