للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من وعثاء (١) السفر، وكآبة المنقلب، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر فى الأهل والمال، والحور بعد الكور (٢)، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذلك إذا سافر.

إياك وظلم الضعيف ومن لا يستعين عليك إلا بالله، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاثة لا تردّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم فإنها تصعد فوق الغمام، فيقول الله لها: وعزّتى وجلالى لأنصرنّك ولو بعد حين». إذا ودّعت مسافرا فقل: زوّدك الله التقوى، وغفر لك ذنبك، ويسّر لك الخير حيثما كنت، أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بها أصحابه.

إذا حضرت أمرا ليس لله بطاعة، ولا تقدر على أن تدفعه، فقم عنه ولا تقعد، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يمنعنّ أحدكم مخافة الناس أن يقول الحق إذا شهده أو علمه». الزم السّواك فإنه سنّة، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «السّواك من سنن المرسلين». أفش الصّدقة فإنها تدفع ميتة السوء، وليكن ذلك من أطيب مالك، فإن الله تعالى لا يقبل إلا الطيّب، بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن أحدكم ليتصدّق بالتمرة إذا كانت من طيّب- ولا يقبل الله إلا الطيّب- فيجعلها فى كفّه، فيربّيها له كما يربى أحدكم فلوه (٣) أو فصيله، حتى تكون فى يده مثل الجبل».

إذا نزلت بك كربة من كرب الدنيا فليكن مفزعك فيها إلى الله عز وجل حين تنزل بك. بلغنى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لن ينزل بعبد قطّ أمر


(١) الوعئاء: المشقة.
(٢) الحور: النقصان، والكور: الزيادة، وفى الحديث: «نعوذ بالله من الحور بعد الكور» أى من النقصان بعد الزيادة، وقيل معناه من فساد أمورنا بعد صلاحها.
(٣) الفلو بالكسر وكعدو وسمو: الجحش أو المهر فطما أو بلغا السنة، والفصيل ولد الناقة إذا فصل عن أمه.
(٢٧ - جمهرة رسائل العرب- رابع)

<<  <  ج: ص:  >  >>