للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يعم قاصد الحقّ. من شدّد نفّر، ومن تراخى تألّف. الشّرف التغافل. أوفى القول أوجزه. أصوب الأمور ترك الفضول. التغرير مفتاح البؤس. التوانى والعجز ينتجان الهلكة. لكل شئ ضراوة. أحوج الناس إلى الغنى من لا يصلحه إلّا الغنى وهم الملوك. حبّ المدح رأس الضّياع. رضا الناس غاية لا تبلغ. لا تكره سخط من رضاه الجور. معالجة العفاف مشقّة فتعوّذ بالصبر. اقصر لسانك على الخير، وأخّر الغضب، فإن القدرة من ورائك. من قدر أزمع. أمرّ أعمال المقتدرين الانتقام، جاز بالحسنة ولا تكافئ بالسيئة، أغنى الناس عن الحقد من عظم عن المجازاة، من حسد من دونه قلّ عذره. من جعل لحسن الظن نصيبا روّح عن قلبه. عىّ الصمت أحمد من عىّ المنطق. الناس رجلان: محترس ومحترس منه. كثير النّصح يهجم على كثير الظّنّة. من ألحّ فى المسألة أبرم (١). خير السخاء ما وافق الحاجة. الصمت يكسب المحبة. لن يغلب الكذب شيئا إلا غلب عليه الصّدق، القلب قد يتّهم وإن صدق اللسان. الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة، وتقريبهم مكسبة لقرين السوء، فكن


- حليفا لعلقمة بن خصفة الطائى، فزاره فنظر إلى ابنته الزباء، وكانت من أجمل أهل دهرها، فأعجب بها فقال له: أتيتك خاطبا، وقد ينكح الخاطب، ويدرك الطالب، ويمنح الراغب. فقال له علقمة: أنت كفء كريم، يقبل منك الصفو، ويؤخذ منك العفو، فأقم ننظر فى أمرك، ثم انكفأ إلى أمها. فقال: إن الحرث ابن سليل سيد قومه حسبا ومنصبا وبيتا، وقد خطب إلينا الزباء، فلا ينصرفن إلا بحاجته. فقالت المرأة لابنتها: أى الرجال أحب إليك؟ الكهل الجحجاح (أى السيد) الواصل المناح، أم الفتى الوضاح؟ قالت لا، بل الفتى الوضاح، قالت: إن الفتى يغيرك، وإن الشيخ يميرك؛ وليس الكهل الفاضل، الكثير النائل، كالحديث السن، الكثير المن، قالت: يا أمتاه، إن الفتاة تحب الفتى كحب الرعاء أنيق الكلا، قالت: أى بنية، إن الفتى شديد الحجاب، كثير العتاب، قالت: إن الشيخ يبلى شبابى، ويدنس ثيابى، ويشمت بى أنرابى، فلم تزل أمها بها حتى غلبتها على رأيها، فتزوجها الحرث على مائة وخمسين من الإبل وخادم وألف درهم فابتنى بها، ثم رحل بها إلى قومه، فبينا هو ذات يوم جالس بفناء قومه وهى إلى جانبه، إذ أقبل إليه شباب من بنى أسد يعتلجون: (أى يتصارعون ويتقاتلون) فتنفست الصعداء، ثم أرخت عينيها بالبكاء.
فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: مالى وللشيوخ، الناهضين كالفروخ! فقال لها: ثكلتك أمك! تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها، أما وأبيك لرب غارة شهدتها، وسببة أردفتها، وخمرة شربتها، فالحقى بأهلك فلا حاجة لى فيك.
(١) أبرمه: أضجره وأمله.

<<  <  ج: ص:  >  >>