للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنه من تبعنا من يهود (١)، فإن له النصر والأسوة (٢) غير مظلومين، ولا متناصر عليهم، وأنّ سلم (٣) المؤمنين واحدة، لا يسالم مؤمن دون مؤمن فى قتال فى سبيل الله إلا على سواء (٤) وعدل بينهم، وأن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضا (٥)، وأن المؤمنين يبئ (٦) بعضهم على بعض بما نال دماءهم فى سبيل الله، وأن المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه، وأنه لا يجير مشرك مالا لقريش، ولا نفسا، ولا يحول دونه على مؤمن، وأنه من اعتبط (٧) مؤمنا قتلا عن بيّنة فإنه قود (٨) به إلى أن يرضى ولىّ المقتول، وأن المؤمنين عليه كافّة، ولا يحلّ لهم إلا قيام عليه، وأنه لا يحلّ لمؤمن أقرّ بما فى هذه الصحيفة، وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثا (٩) ولا يؤويه، وأنه من نصره أو آواه، فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل (١٠)، وأنكم مهما اختلفتم فيه من شئ، فإن مردّه إلى الله عز وجل، وإلى محمد.


(١) يقال: «يهود». بدون ألف ولام، وهو اسم للقبيلة وعليه قول الشاعر: «أولئك أولى من يهود بمدحة». وقالوا: «اليهود» فأدخلوا الألف واللام فيها على إرادة النسب يريدون اليهوديين.
(٢) الأسوة بالضم والكسر. القدوة: ويقال: القوم أسوة فى هذا الأمر: أى حالهم فيه واحدة.
(٣) السلم بكسر السين وفتحها: الصلح ويؤنث، والمعنى: لا يصالح واحد دون أصحابه، وإنما يقع الصلح بينهم، وبين عدوهم باجتماع ملئهم على ذلك.
(٤) السواء: العدل والنصفة كالسوية، ومنه قوله تعالى: «قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ» أى عدل.
(٥) أى يكون العز بينهم نوبا، فإذا خرجت طائفة ثم عادت لم تكلف أن تعود ثانية حتى تعقبها أخرى غيرها.
(٦) أباءه به: سواه به. من البواء بالفتح وهو السواء والتكافؤ. يقال القوم بواء: أى سواء وما فلان ببواء لفلان: أى ما هو بكفء له.
(٧) أى قتله بلا جناية كانت منه ولا جريرة توجب قتله، وأصله من اعتبط الذبيحة إذا نحرها من غير داء ولا كسر، وهى سمينة فتية.
(٨) القود: القصاص أى فإن القاتل يقاد به ويقتل.
(٩) أى أن ينصر جانيا ويجيره من خصمه ويحول بينه وبين أن يقتص منه.
(١٠) الصرف: التوبة. والعدل: الفدية. وقيل الصرف: القيمة. والعدل: المثل، وأصله فى الفدية. يقال: لم يقبلوا منهم صرفا ولا عدلا، أى لم يأخذوا منهم دية، ولم يقتلوا بقتيلهم رجلا واحدا:
أى طلبوا منهم أكثر من ذلك، ثم جعل بعد فى كل شئ حتى صار مثلا فيمن لم يؤخذ منه الشئ الذى يجب عليه وألزم أكثر منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>