للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وراء هذه الأمّة (١)، لو علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النساء يحتملن الجهاد عهد إليك (٢)، علت علت! (٣) بل قد نهاك عن الفرطة (٤) فى البلاد، إن عمود الدين لا يثاب (٥) بالنساء إن مال، ولا يرأب (٦) بهنّ إن صدع، حماديات (٧) النساء غضّ الأطراف وخفض الأصوات، وخفر الأعراض، وضمّ الذيول، وقصر الوهازة (٨)، ما كنت قائلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لو عارضك ببعض الفلوات، ناصّة (٩) قعودا من


(١) أى محيط بهم وحافظ لهم كقوله تعالى «وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ»
(٢) وفى رواية ابن أبى الحديد عن ابن قتيبة فى كتابه المصنف فى غريب الحديث: «لو أراد رسول الله أن يعهد إليك عهدا» قال فى شرحه: الجواب محذوف أى لفعل ولعهد، كقوله تعالى:
«وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ» أى لكان هذا القرآن.
(٣) عال عولا: جار ومال عن الحق، قال تعالى «ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا» أى جرت فى هذا الخروج وعدلت عن الصواب، ومن الناس من يرويه: «علت علن» بكسر العين، أى ذهبت فى البلاد وأبعدت السير، يقال: عال فلان فى البلاد عيلا أى ذهب وأبعد ودار.
(٤) فى رواية ابن أبى الحديد عن ابن قتيبة «نهاك عن الفرطة فى بلاد» وفى تفسيره: «أى عن السفر والشخوص، من الفرط (كالضرب) وهو السبق والتقدم» وفى رواية العقد «نهاك عن الفرطة فى الدين» وقال صاحب اللسان: الفرطة بالضم: اسم للخروج والتقدم، وأورد الروايتين المذكورتين ثم قال: يعنى السبق والتقدم ومجاوزة الحد.
(٥) أى لا يرد ولا يعاد بهن إلى استوائه إن مال، من قولك ثاب فلان إلى كذا يثوب: أى رجع إليه وعاد، وفى ابن أبى الحديد «لا يثأب» مهموزا، وفى العقد «لا يثبت» وفى الإمامة والسياسة «لا يثيب» وكل ذلك تحريف.
(٦) رأب الصدع كمنع: أصلحه، والصدع: الشق، ويروى «إن صدع» بفتح الصاد والدال، أجروه مجرى قولهم: جبرت العظم فجبر.
(٧) بقال جماداك أن تفعل كذا أى مبلغ جهدك وغايتك مثل قصاراك وزنا ومعنى، وجمعه حماديات أى غاية ما يحمد منهن، لخفر: شدة الحياء كما قدمنا، والأعراض جمع عرض بالكسر: وهو: النفس والجسد.
(٨) قال فى اللسان «وقصر الوهازة» أى قصر الخطى، والوهازة: الخطو، وقد توهز يتوهز:
إذا وطئ وطئا ثقيلا، وعلى هامشه «الوهازة ضبطت بفتح الواو فى الأصل ومتن القاموس شكلا، وضبطت فى النهاية بكسرها، وتقل الكسر شارح القاموس عن الصاغانى اه مصححه» وقال شارح القاموس» وضبطه الصاغانى بالكسر وقال: وهو قول ابن الأعرابى». أقول: وقد جاءت هذه الكلمة فى لسان العرب أيضا فى مادة «حمد»: «وقالت أم سلمة حماديات النساء غض الطرف وقصر الوهادة» وضبطت كلمة قصر بفتح القاف رسكون الصاد. والوهادة بالدال، وهو تحريف، وفى العقد «جهاد النساء غض الأطراف، وضم الذيول، وقصر الموادة» وفى الإمامة والسياسة «خمرات النساء» وكل ذلك تحريف أيضا.
(٩) نص ناقته: استخرج أقصى ما عندها من السير، والقعود:
اليعير الشاب، سمى بذلك لأن ظهره اقتعد أى ركب، وفى رواية ابن أبى الحديد «قلوصا» والقلوص:
الناقة الشابة أيضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>