قال: بأبى أنت ما أحلمك وأكرمك وأو صلك، والله لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى عنى شيئا بعد، قال: ويحك يا أبا سفيان! ألم يأن لك أن تعلم أنى رسول الله؟ قال: بأبى أنت وأمى ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، أما هذه والله فإن فى النفس منها حتى الآن شيئا بعد، فقال له العباس: ويحك! أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قبل أن تضرب عنقك، فتشهد وأسلم، فقال العباس: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا، فقال: نعم، من دخل دار أبى سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن- انظر سيرة ابن هشام ٢: ٢٦٧ وشرح ابن أبى الحديد م ٤ ص ٢٠٨ وقد أسلم معاوية يوم الفتح كما قدمنا. (٢) أنف كل شئ: أوله، أى وبعد أن كان من أسلم منكم محاربا لرسول الله طوال أول الإسلام، وقد كان أبو سفيان قائد الجيوش الغازية لرسول الله يوم أحد والخندق وأنف هنا منصوب على الظرفية واسم كان ضمير مستتر يعود على مسلمكم. (٣) هو يزيد بن أبى سفيان أسر يوم الفتح كما قدمنا، وقد أسر أيضا أخوه عمرو بن أبى سفيان يوم بدر- انظر سيرة ابن هشام ٢: ٣١ - ولكن ليس هو المراد هنا كما جاء فى تفسير الأستاذ الشيخ محمد عبده، لقوله «وقد انقطعت الهجرة». (٤) أى فكن ذا رفاهية واسترح ولا ترهقن نفسك بالعجل فلابد من تلاقينا، فأى حاجة بك إلى أن تعجل؟