* وكم شقت فى آثار كم من نصيحة* (٢) استعبر: جرت عبرته، أى بكى، فقوله يبكى لأنه يطلب ما لا حق له فيه، ويشق عصا الجماعة ويضحك لتهديده من لا يهدد. (٣) نكل عنه كضرب ونصر وعلم نكولا: نكص وجبن. (٤) لبث: من اللبث بالفتح وهو المكث أى انتظر، والهيحا يقصر ويمد: الحرب، وحمل اسم رجل (وستعرفه بعد) وهو مثل يضرب للتهديد بالحرب، رواه أبو هلال العسكرى فى جمهرة الأمثال ج ٢: ص ١٧٧، فقال: («لبث رويدا يلحق الهيجا حمل» أى انتظر حتى يتلاحق الشبان) وفى لسان العرب ج ١٣ ص ١٩٣ «ضح قليلا يدرك الهيجاء حمل» وفى مجمع الأمثال للميدانى ج ١ ص ٢٨٣ «ضح رويدا يدرك الهيجا حمل» (ومعنى «ضح رويدا» لا تعجل فى الأمر وتأن وارفق) ضمى الإبل: غذاها فى الضمى فتضحت هى أى أكلت فى الضحى، وأصله أن العرب كانوا يسيرون فى البادية يوم ظعنهم، فإذا مروا ببقعة من الأرض فيها كلأ وعشب، قال قائلهم: ألا ضحوا رويدا، أى ارفقوا بالإبل حتى تتضحى، أى تنال من هذا المرعى، ثم وضعت التضحية مكان الرفق، لتصل الإبل إلى المنزل وقد شبعت اه لسان العرب ج ١٩: ص ٢١٥). أما حمل فهو حمل بن سعدانة (بالفتح) الصحابى. جاء فى أسد الغابة ج ٢: ص ٥٢ وفى شرح القاموس ج ٧ ص ٢٩٠: «حمل بن سعدانة الكلبى، وفد إلى النبى صلى الله عليه وسلم وعقد له لواء وشهد مع خالد بن الوليد مشاهده كلها، وهو القائل: لبث قليلا يلحق الهيجا حمل ... ما أحسن الموت إذا حان الأجل وشهد صفين مع معاوية، وقد تمثل بقوله سعد بن معاذ يوم الخندق اه» وفى سيرة ابن هشام ج ٢: ص ١٦٣، فى غزوة الخندق: «فمر سعد بن معاذ وعليه درع له مقلصة قد خرجت منها ذراعه كلها، وفى يده حربته يرقل بها (أى يسرع) يقول: لبث قليلا يشهد الهيجا حمل ... لا بأس بالموت إذا حان الأجل وفى لسان العرب: «حمل: إنما يعنى به حمل بن بدر» وكذا فى مجمع الأمثال، وقال شارح القاموس: وفى المحكم: إنما يعنى به حمل بن بدر، قلت: وفيه نظر. وقد جاء فى تفسير الأستاذ الشيخ محمد عبده أنه حمل بن بدر، وكذا ذكر شارح نهاية الأرب مستندا إلى ما ورد فى لسان العرب، وقد عرفت ما فيه، ولم يرد فى شرح ابن أبى الحديد تفسيره. وأكبر ظنى أنه سقط فى أثناء الطبع، لأن شرح ذلك الكتاب واقع فى نهاية المجلد الثالث، ولم يذكر تفسير الجزء الأخير منه. (٥) مرقل: مسرع. والجحفل: الجيش العظيم.