(٢) من خبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فى غزوة الفتح قد عهد إلى أمرائه من المسلمين حين أمرهم أن يدخلوا مكة، أن لا يقتلوا أحدا إلا من قاتلهم، إلا أنه قد عهد فى نفر سماهم، أمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة، منهم عبد الله بن سعد بن أبى سرح أخو بنى عامر بن لؤى وإنما أمر رسول الله بقتله، لأنه قد كان أسلم، وكان يكتب لرسول الله الوحى، فارتد مشركا راجعا إلى قريش- ففر إلى عثمان وكان أخاه من الرضاع، فغيبه حتى أتى به رسول الله بعد أن اطمأن أهل مكة، فاستأمنه له، فصمت رسول الله طويلا ثم قال: نعم، فلما انصرف به عثمان، قال رسول الله لمن حوله من أصحابه: أما والله لقد صمت ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه، فقال رجل من الأنصار فهلا أو مأت إلى يا رسول الله! قال: إن النبى لا يقتل بالإشارة- انظر تاريخ الطبرى ٣: ١١٩ وسيرة ابن هشام ٢: ٢٧١. (٣) الجوازى جمع جازية: والجازية، الجزاء مصدر على فاعلة كالعافية، ويجوز أن يكون لجوازى جمع جزاء لمشابهة اسم الفاعل للمصدر، فكما جمع سيل على سوائل كذلك يجوز أن يكون الجوازى جمع جزاء، والمعنى: اللهم اجز قريشا عنى ما تستحقه من الجزاء لما صنعت بى. (٤) أى تعاونت. (٥) يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأم على هى فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وقد أسلمت بعد عشر من المسلمين فكانت الحادى عشر، وكان رسول الله يكرمها ويعظمها ويدعوها «أمى» وقد قال: لم يكن أحد بعد أبى طالب أبر بى منها- انظر شرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٥ وقال ابن أبى الحديد فى تعليل التعبير «بابن أمى» لأنهما ابنا فاطمة بنت عمرو عمران بن عائذ بن مخزوم أم عبد الله وأبى طالب، ولم يقل سلطان ابن أبى، لأن غير أبى طالب من الأعمام يشركه فى النسب إلى عبد المطلب» -