للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى العراق، وإقدامك على ابنه بما أقدمك به، وسيكون لأمير المؤمنين فى ذلك نبأ إن لم يعف عنك، ولكنه يظن أن الله طالبك بأمور أتيتها، غير تارك لتكشيفك عنها.

وحملك الأموال ناقصة عن وظائفها (١) التى جباها عمر بن هبيرة.

وتوجيهك أخاك أسدا إلى خراسان مظهرا العصبيّة بها، متحاملا على هذا الحىّ من مضر (٢)، قد أتت أمير المؤمنين- بتصغيره بهم، واحتقاره لهم، وركوبه إياهم- الثقات، ناسيا لحديث زرنب وقصص الهجرييّن، كيف كانت فى أسد بن كرز (٣)، فاذا خلوت أو توسّطت ملأ فاعرف نفسك، وخف راجع البغى عليك، وعاجلات النّقم


(١) أى مقدراتها، جمع وظيفة، وهى ما يقدر لك من رزق فى زمان معين، وعمر بن هبيرة هو والى العراق قبل خالد.
(٢) قدمنا أن هشاما استعمل خالد بن عبد الله على العراق وخراسان، فولى خالد أخاه أسدا على خراسان، فتعصب أسد حتى أفسد الناس، وضرب نصر بن سيار ونفرا معه من مضر بالسياط، أخرج كتابا فقرأه على الناس، فيه ذكر نصر بن سيار عبد الرحمن بن نعيم وسورة بن الحر وغيرهم فدعاهم فأنبهم، فلم يتكلم منهم أحد، فتكلم سورة فذكر حاله وطاعته ومناصحته، وأنه ليس ينبغى له أن يقبل قول عدو مبطل، وأن يجمع بينهم وبين من قرفهم بالباطل، فلم يقبل قوله، وأمر بهم فجردوا وضربوا، وحلقهم بعد الضرب ووجههم إلى خالد وكتب إليه أنهم أرادوا، الوثوب عليه، فلما تعصب أسد وأفسد الناس بالعصبية كتب هشام إلى خالد: اعزل أخاك، فعزله (سنة ١٠٩) - انظر تاريخ الطبرى ٨: ١٩٢.
(٣) روى صاحب الأغانى (ج ١٩: ص ٥٧) قال: «كان كرز بن عامر جسد خالد آبقا عن مواليه عبد القيس من هجر (بالتحريك: بلد باليمن) ويقال إن أصله من يهود تيماء، وكان أبق، فظفرت به عبد شمس فكان فيهم عند عمغمة بن شق الكاهن، ثم وهبوه لقوم من طهية فكان عندهم حتى أدرك وهرب فأخذته بنو أسد بن خزيمة فكان فيهم وتزوج مولاة لهم، يقال لها زرنب، ويقال: إنها كانت بغيا، فأصابها فولدت له أسد بن كرز، سماه باسم أسد بن خزيمة لرقة كانت فيهم ثم أعتقوه، ثم إن قسرا من أهل هجر مروا به فعرفوه، فلما رجعوا إلى هجر أخذوا فداءه وصاروا إلى مواليه، فلم يزل فيهم حتى خرج معهم فى تجارة إلى الطائف، فلما رأى دار بجيلة أعجبته فاشترى نفسه وابنه، فجاء فنزل فيهم فأقام مدة، ثم ادعى إليهم، وعاونه على ذلك حى من أحمس يقال لهم بنو منبه، فنفاهم أبو عامر ذو الرقعة وهو ابن عبد شمس بن جوين بن شق، فنزل كرز فى بنى سحمة هاربا من ذى الرقعة ثم وثب على ابن عم للقتال ابن مالك السحمى فقتله وهرب إلى البحرين مع التجار فأقام مدة ثم مات، ونشأ ابنه يزيد بن أسد يدعى بجيلة ولا تلحقه إلى أن مات».

<<  <  ج: ص:  >  >>