للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخوّفهم العواقب لعلّ الله أن يردّ إليهم ما قد عزب عنهم من دينهم وعقولهم، فإن فيما سعوا فيه تغيير النّعم، وذهاب الدولة.

فعاجل الأمر، وحبل الألفة مشدود، والناس سكون (١)، والثّغور محفوظة، فإن للجماعة دولة من الفرقة، وللسّعة دافعا من الفقر، وللعدد منتقصا، ودول الليالى مختلفة على أهل الدنيا، والتقلب مع الزيادة والنقصان، وقد امتدت بنا أهل البيت متتابعات من النعم، قد يعنى بها جميع الأمم، وأعداء النعم، وأهل الحسد لأهلها، وبحسد إبليس خرج آدم من الجنة.

وقد أمل القوم فى الفتنة أملا لعلّ أنفسهم تهلك دون ما أملوا، ولكل أهل بيت مشائيم يغيّر الله النّعمة بهم، فأعاذك الله من ذلك، واجعلنى من أمرهم على علم، حفظ الله لك دينك، وأخرجك مما أدخلك فيه، وغلّب لك نفسك على رشدك (٢)».

فأعظم سعيد ذلك، وبعث بكتابه إلى العباس، فدعا العباس يزيد فعذله وتهدّده، فحذره يزيد وقال: يا أخى أخاف أن يكون بعض من حسدنا هذه النعمة من عدونا أراد أن يغرى بيننا، وحلف له أنه لم يفعل، فصدقه.

(تاريخ الطبرى ٩: ٧)


(١) سكون: جمع ساكن، كحضور وجلوس وقعود جمع حاضر وجالس وقاعد.
(٢) معناه: وجعل نفسك غالبة ومالكة لرشدك، أى ملكك رشدك وجعله مواتيا لك وطوع أمرك، وربما كان الأصل «وغلب لك رشدك على نفسك» أى على هواك، وعكسه الناسخ أو الطابع.

<<  <  ج: ص:  >  >>