(٢) قال تعالى: «ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ، تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» - يثخن: أى يبالغ فى قتل الكفار- وذلك «أن النبى صلى الله عليه وسلم أتى يوم بدر بسبعين أسيرا. فاستشار أصحابه فيهم، فقال أبو بكر: يا رسول الله هؤلاء أهلك وقومك قد أعطاك الله النصر عليهم، استبقهم لعل الله يتوب عليهم، وخذ منهم فدية تقوى بها أصحابك، وقال عمر: اضرب أعناقهم فإنهم أئمة الكفر وقد كذبوك وقاتلوك وأخرجوك، فرأى عليه الصلاة والسلام رأى أبى بكر، وأخذ الفداء من الأسرى، فنزلت الآية عتابا له فى قبول الفدية، ثم نسخت بقوله تعالى: «فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً» أمره سبحانه بالإثخان فى الكفار الذين يصدون عن سبيل الله، ومنعه عن قبول الفدية منهم- وذلك حين كانت الشوكة للمشركين- ثم خير بين المن والفداء لما تحولت الحال وصارت الغلبة للمؤمنين». (٣) اجتباه: اختاره.