للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيدكم؟ قالوا الحرّ (١) بن قيس، على أنه بزنّ (٢) فينا ببخل، فقال: «وأىّ داء أدوأ من البخل؟ » ثم جعله من أدوإ الداء، وقال للأنصار: «أما والله ما علمتكم إلا لتكثرون عند الفزع، وتقلّون عند الطمع» وقال: «كفى بالمرء حرصا ركوبه البحر» وقال: «لو أن لابن آدم واديين من مال لا بتغى ثالنا، ولا يشبع ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب» وقال: «السخاء من الحياء، والحياء من الإيمان» وقال: «إن الله جواد يحبّ الجواد» وقال: «أنفق يا بلال ولا تخش من ذى العرش إقلالا (٣)» وقال: «لا توك فيوكى عليك (٤)» وقال: «لا تحص فيحصى عليك» وقالوا: لا ينفعك من زاد ما تبقّى (٥)، ولم يسمّ الذهب والفضة بالحجرين إلا وهو يريد أن يضع من أقدارهما، ومن فتنة الناس بهما، وقال لقيس ابن عاصم: «إنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت، وما لبست فأبليت، أو أعطيت فأمضيت، وما سوى ذلك فللوارث» وقال النّمر بن تولب:

وحثّت على جمع ومنع، ونفسها ... لها فى صروف الدهر حقّ كذوب (٦)

وكائن رأينا من كريم مرزّا ... أخى ثقة طلق اليدين وهوب (٧)

شهدت وفاتونى، وكنت حسبتنى ... فقيرا إلى أن يشهدوا وتغيبى (٨)

أعاذل إن يصبح صداى بقفرة ... بعيدا نآنى صاحبى وقريبى (٩)


(١) هكذا فى العقد الفريد، وفى النسخ» جد بن قيس».
(٢) يزن: يظن ويتهم.
(٣) فى العقد: «أنفق بلالا، ولا تخش من ذى العرش إقلالا».
(٤) أوكى السقاء: شد فمه بحبل. والمعنى: لا نحبس الخير عن الناس فيحبس عنك.
(٥) أى ما زاد على حاجتك.
(٦) الضمير فى حثت يعود على زوجته، يقول حثتنى على جمع الأموال ومنع السائلين وقد كذبتها نفسها حقا عند ما صورت لها الخوف من صروف الدحر وأحداثه.
(٧) المرزأ: الكريم يصاب من ماله كثيرا.
(٨) يقول. قد شهدتنى وغاب عنى هؤلاء الكرماء، وكنت أظنى فى حاجة إلى أن يخضرونى لأنهم على شاكلتى فى الكرم والجود وتغيبى عنى لأنك تأمريننى بما لا يلائم شيمتى من الجمع والمنع.
(٩) جاء فى لسان العرب: «قال أبو العباس المبرد: الصدى على ستة أوجه أحدها: ما يبقى من الميت فى قبره، وهو جثته. قال النمر بن تولب:
أعاذل إن يصبح صداى بقفرة ... بعيدا نآنى ناصرى وقريبى
-

<<  <  ج: ص:  >  >>