وكانت العرب تقول: إذا قتل قتيل فلم يدرك به الثأر خرج من رأسه طائر كالبومة، وهى الهامة والذكر الصدى، فيصيح على قبره اسقونى اسقونى، فإن قتل قاتله كف عن صياحه) - وقد أورد المبرد معانى الصدى مفصلة فى شرحه لهذا البيت فى كتابه الكامل ج ١: ص ١٧٨ - وقال صاحب اللسان أيضا فى مادة نأى: «قال المبرد: ناآنى فيه وجهان: أحدهما أنه بمعنى أبعدنى كقولك زدته فزاد ونقصته فنقص والوجه الآخر فى ناآنى أنه بمعنى نأى عنى، قال أبو منصور: وهذا القول هو المعروف الصحيح» وجاء فى الكامل: «تأويل قوله ناآنى يكون على ضربين: يكون أبعدنى. وأحسن ذلك أن يقول أنا آنى، وقد رويت هذه اللغة الأخرى وليست بالحسنة، وإنما جاءت فى حروف، يقال: غاض الماء وغضته، ونزحت البئر ونزحتها، وهبط الشىء وهبطته- وبنو تميم يقولون أهبطته- وأحرف سوى هذه يسيرة، والوجه فى فعل أفعلته نحو دخل وأدخلته، ومات وأماته الله، فهذا الباب المطرد، ويكون نآنى فى موضع نأى عنى، كما قال الله عز وجل «وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ» أى كالوا لهم ووزنوا لهم». (١) لم أك ربه: أى لم أك صاحبه، وإنما هو مال الوارث. (٢) «فى رعيها» رواية المبرد، وفى الأصل «فى شقها». (٣) أحجارا: أى أحجار القبر، والجال: ناحية القبر وجانبه، والقليب: البئر، والمراد هنا القبر. (٤) تباكى: أى أسفا لكثرة ما أبذل للضيوف، وسبأ الخمر كجعل: شراها. والزق والخابية: وعاءان، والعود: المسن من الإبل، والمقطع: البعير قام من الهزال. (٥) قرى الضيف كرمى قرى بالكسر: أضافه وأحسن إليه (وهو هنا على معنى أطعمت)، والمقرى بفتح الميم: مكان القرى (وبالكسر: الجفنة) والقلائص جمع قلوص كصبور وهى الناقة الشابة القوية، والمعنى: أطعمت أضيافى قلائص أربعا ثم قريتهم بعد ذلك. (٦) قصد بالتبكى هنا التباكى: وهو تكلف البكاء. (٧) يتعللوا بالعيش: يتشاغلوا ويتلهوا به، وفى الأصل «فى العيش».