للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تطرديهم عن فراشى، إنه ... لا بدّ يوما أن سيخلو مضجعى (١)

هلّا سألت بعادياء وبيته ... والخيل والخمر التى لم تمنع (٢)

وقال الحارث بن حلّزة:

بينا الفتى يسعى ويسعى له ... تاح له من أمره خالج (٣)

يترك ما رقّح من عيشه ... يعيث فيه همج هامج (٤)

لا تكسع الشّول بأغبارها ... إنك لا تدرى من الناتج (٥)

وقال الهذلىّ:

إن الكرام مناهبو ... ك المجد كلّهم فناهب (٦)

أخلف وأتلف، كلّ شى ... ء ذرّعته الريح ذهب (٧)


(١) أى سأموت.
(٢) عادياء: أبو السموءل، ورواية صاحب اللسان «والخل» بدل «والخيل».
(٣) تاح له الشىء يتوح ويتيح: تهيأ. خالج: قالع منتزع.
(٤) الترقيح والثرقح: إصلاح المعيشة. والهمج: الرعاع من الناس والهمل الذين لا نظام لهم، وهامج توكيد له كقولهم يوم أيوم وليل أليل وليل لائل وليلة ليلاء ووتد واتد.
(٥) الشائلة من الإبل: ما أتى عليها من حملها أو وضعها سبعة أشهر فجف لبنها، جمعها شول على غير قياس، وأغبار جمع غبر بالضم: وهو بقية اللبن فى الضرع، وكسع الناقة بغيرها كمنع: ترك فى خلفها بقية من اللبن يريد بذلك تغزيرها، وهو أشد لها، وإذا ولى الإنسان ناقة أو شاة ما خضا حتى تضع قبل نتجها نتجا من باب ضرب، فالإنسان كالقابلة لأنه يتلقى الولد ويصلح من شأنه، فهو ناتج والبهيمة منتوجة والولد نتيجة، وأورد صاحب اللسان بعد هذا البيت بيتا آخر وهو:
واحلب لأضيافك ألبانها ... فإن شر اللين الوالج
قال «والوالج: أى الذى يلج فى ظهورها من اللبن المكسوع، يقول: لا تغزر إبلك تظلب بذلك قوة نسلها، واحلبها لأضيافك فلعل عدوا يغير عليها فيكون نتاجها له دونك» وقال المبرد فى الكامل- ج ١: ص ١٨٠ - «قوله* لا تكسع الشول بأغبارها* فإن العرب كانت تنضح على ضروعها الماء البارد ليكون أسمن لأولادها التى فى بطونها، والغبر بقية اللبن فى الضرع، فيقول: لا تبق ذلك اللبن لسمن الأولاد فإنك لا تدرى من ينتجها فلعلك تموت فتكون للوارث أو يغار عليها».
(٦) ناهبه: باراه فى العدو، مناهبوك المجد: أى مسابقوك فى إحرازه.
(٧) ذرعته: حركته، وفى البيان والتبيين: زعزعته الريح، ونسب الشعر إلى المسعودى.

<<  <  ج: ص:  >  >>