للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لإبراهيم المؤيّد بالله ابن أمير المؤمنين من الخلافة وتسليم ذلك رضيّا ممضيّا له مقدّما ما فيه حقّ الله عليه وما أمره به أمير المؤمنين، غير ناكث ولا ناكب (١) بذلك ولا مبدّل، فإن الله تعالى جدّه، وعزّ ذكره، يتوعد من خالف أمره، وعند (٢) عن سبيله فى محكم كتابه: «فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ».

على أن لأبى عبد الله المعتز بالله ابن أمير المؤمنين، ولإبرهيم المؤيّد بالله ابن أمير المؤمنين، على محمد المنتصر بالله ابن أمير المؤمنين [إذا أفضت الخلافة إليه (٣)] وهما مقيمان بحضرته، أو أحدهما، أو كانا غائبين عنه، مجتمعين كانا أو متفرّقين، وليس أبو عبد الله المعتزّ بالله ابن أمير المؤمنين فى ولايته بخراسان وأعمالها المتصلة بها والمضمومة إليها، وليس إبراهيم المؤيد بالله ابن أمير المؤمنين فى ولايته بالشام وأجنادها، فعلى محمد المنتصر بالله ابن أمير المؤمنين أن يمضى أبا عبد الله المعتزّ بالله ابن أمير المؤمنين إلى خراسان وأعمالها المتصلة بها والمضمومة إليها، وأن يسلّم له ولايتها وأعمالها كلّها وأجنادها، والكور الداخلة فيما ولّى جعفر الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين أبا عبد الله المعتزّ بالله ابن أمير المؤمنين، فلا يعوّقه عنها، ولا يحبسه قبله، ولا فى شىء من البلدان دون خراسان والكور والأعمال المضمومة إليها، وأن يعجّل إشخاصه إليها، واليا عليها وعلى جميع أعمالها، مفردابها، مفوّضا إليه أعمالها كلّها، لينزل حيث أحبّ من كور عمله، ولا ينقله عنها، وأن يشخص معه جميع من ضمّ إليه أمير المؤمنين، ويضمّ من مواليه وقواده وشاكريّته وأصحابه وكتّابه وعمّاله وخدمه، ومن اتبعه من صنوف الناس بأهاليهم وأولادهم وعيالهم وأموالهم، ولا يحبس عنه أحدا، ولا يشرك فى شىء من أعماله أحدا، ولا يوجّه عليه


(١) نكب عنه كنصر وفرح: عدل.
(٢) عند عن الطريق كنصر وسمع وكرم: مال.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل، والسياق يقتضيه، وسيرد نظيره فى الرسالة نفسها بعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>